عنوان الفتوى : تعلق القلب بحب الأجنبي وتمني الزواج به والدعاء بذلك
و الله لا أعلم كيف أبدا لكن أود أن أسالك حضرة الشيخ وعفوا على هذا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحب الذي يكون واقعا باختيار الإنسان وسعيه وكسبه كحال من يتساهل في النظر إلى النساء، والحديث معهن ومراسلتهن، أو من تتساهل في هذا من النساء, لا شك أنه محرم، ويأثم به صاحبه، لأنه من كسبه والله تعالى يقول: وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ. {البقرة : 225}.
أما إذا لم يكن للإنسان كسب في الحب ولا سعى إليه، كأن تسمع امرأة عن رجل أو تراه نظر فجأة فيتعلق قلبها به، فإن اتقت الله تعالى، ولم تفعل مع هذا الرجل أمرا محرما من خلوة أو نظرة محرمة أو مواعدة ونحو ذلك مما قد يفعله بعض الفساق، فلا حرج عليها في هذا الحب بل إنها تؤجر على مجاهدتها نفسها في البعد عما حرم الله.
فما دمت قد تبت إلى الله سبحانه من علاقتك بهذا الشاب واتقيت الله في أمورك فنرجو ألا يكون عليك حرج مما تجدين في قلبك من ميل إلى هذا الرجل, ولكن عليك بمجاهدة نفسك في هذه الخواطر والأفكار فإن الاسترسال فيها غالبا ما يجر إلى ما لا تحمد عقباه.
يقول ابن القيم – رحمه الله – في كتاب الفوائد: دافع الخطرة فإن لم تفعل صارت فكرة، فدافع الفكرة فإن لم تفعل صارت شهوة، فحاربها فإن لم تفعل صارت عزيمة وهمة، فإن لم تدافعها صارت فعلا، فإن لم تتداركه بضده صار عادة فيصعب عليك الانتقال عنها. انتهى.
ونذكرك بأن تعلق القلب بحب الأشخاص من أفسد الأشياء له وقد يصل بصاحبه والعياذ بالله إلى داء عضال ومرض قتال، أتعب الأطباء وحير الحكماء ألا وهو العشق، وهذا المرض والعياذ بالله يفتح على صاحبه من المحن والمفاسد ما لا يقدر على صرفه إلا الله, كما بيناه في الفتاوى التالية أرقامها: 117632, 9360, 27626
أما مجرد تمني كون الشخص زوجا والدعاء بذلك فهذا لا حرج فيه كما بيناه في الفتوى رقم: 103765.
وإذا أمكن أن تطلبي منه أن يتقدم للزواج بك فهذا خير فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لم ير للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه.
وبخصوص الرؤيا التي رأيتها في المنام فإن موقعنا لا يعبر الرؤيا، ويمكنك سؤال المعبرين الموثوق بهم.
والله أعلم.