عنوان الفتوى : العلاقة العاطفية مع الفتاة بمعرفة عائلتها
أنا شاب أبلغ من العمر 18 عامًا، صاحبتُ فتاة عمرها 16 عامًا، وكنت قبلها لا أصلي، وقد مرّ على علاقتنا ما يقارب العام، وقد هداني الله -والحمد لله-، وعندما علمتُ أنها علاقة محرمة، عزمت على تركها؛ لكيلا أغضب الله، وعزمت على أن لا أكلمها؛ حتى تكون بيننا علاقة شرعية صحيحة، وخفت أن تظن أني كنت أتسَلَّى، وعندما عزمت على ذلك، وجدت أني أضعف من ذلك، وأني قد أحببتها، فلا أستطيع تركها، حتى إني أخاف أن أدعو الله أن يعينني على ذلك، واستمرت العلاقة حتى الآن، واشترطتُ أن تخبر والدتها بذلك، وهذا ما حدث، وقد علم بالأمر معظم عائلتي، فماذا أفعل الآن؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا شك في كون هذه العلاقة محرمة؛ إذ لا يجوز لمسلم أن يكون على علاقة عاطفية بامرأة أجنبية عنه خارج إطار الزواج الصحيح، كما هو مبين في الفتوى: 30003، وراجع أيضًا الفتوى: 4220.
ومعرفة عائلة الفتاة بهذا الأمر، لا يسوغه، وما دمت قد عرفت حرمة مثل هذه التصرفات، فالزم التوبة، وبادر إليها، وابحث عن سبيل للزواج من هذه الفتاة، وأكثر من الدعاء، عسى الله تعالى أن ييسر لك الأمر، ويعينك عليه.
وإن كانت القدرة المالية هي المانع، فالزواج من أسباب الغنى، كما قال تعالى: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور:32}، وفي الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف.
وفي نهاية المطاف: إن تيسر لك الزواج منها، فالحمد لله، وإن لم يتيسر لك الزواج منها، فاقطع كل علاقة لك بها؛ حتى يتيسر لك الأمر.
وما ذكرت من كونك لا تستطيع فراقها، قد يكون مجرد حيلة شيطانية؛ ليسوغ لك بها استمرار العلاقة معها، أو مجرد وهم، سرعان ما يتبدد بالعزم الأكيد، والصدق مع الله رب العالمين، قال تعالى: فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ {محمد:21}، وثبت في سنن النسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن بعض أصحابه: صدق الله؛ فصدقه. وراجع لمزيد الفائدة الفتوى: 9360، ففيها بيان كيفية علاج العشق.
والله أعلم.