عنوان الفتوى : علاج وقوع المتزوجة في عشق رجل متزوج
أنا في مشكلة كبيرة. أولا: أنا متزوجة، وأم لطفلين، أعمل في شركة منذ خمس سنوات في مكتب، مع زميلة وزميل، هذا الأخير رجل طيب، وخلوق، متزوج، وعنده ولدان، جمعتنا علاقة قوية بحكم تواجدنا الدائم مع بعض، ولكن قبل شهرين تقريبا اعترف لي بحبه، لكنني صددته؛ لأن هذا مستحيل وممنوع شرعا وعرفا، ولكنني أبادله نفس الشعور. للأسف ضعفت وصارحته أيضا، منذ ذاك ونحن في صراع، نحاول الابتعاد، ثم نرجع نضعف، أندم وأبكي، لكن دائما أعود، لم أجد الحل، نريد أن نتزوج، لكن الطلاق أمر صعب لي وله مع وجود الأولاد. مع العلم أن علاقتي مع زوجي هادئة وهنيئة، لولا هذا الأمر. فكرت أن أترك العمل؛ لأنها الطريقة الوحيدة للابتعاد، لكن راتبي مهم لميزانية البيت، وزوجي يسدد دينا اقترضناه من الأقارب لشراء المنزل، لكن وجودي في المكتب خطر؛ لأنني قريبة جدا منه، ومستحيل أن نضبط أنفسنا لمدة طويلة. انصحني من فضلك. أنا تائهة، ولست راضية بالحرام. أريد الحفاظ على بيتي وبيته أيضا، فلا تهون عليَّ زوجته وأطفاله الصغار أن أتسبب في تفرقتهم. مع أنني أحبه حبا كبيرا، وهو يريد أن أبقى في العمل؛ لعل أمرا يحدث، ونستطيع عندها الزواج. أشكركم مسبقا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما ذكرته أمر كبير، ومصيبة عظمى، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فإقامة المرأة علاقة عاطفية مع رجل أجنبي عنها أمر منكر، وكونه من امرأة متزوجة، ورجل متزوج مما يشتد به النكير، ويعظم معه الإثم، إذ كيف لعاقل أن يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، وراجعي الفتوى: 30003، والفتوى: 30425. وهذا الرجل يعتبر مخببا لك على زوجك، والمخبب من يسعى في إفساد العلاقة بين الزوجين، وقد ورد في هذا وعيد شديد، ففي الحديث الذي رواه أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ليس منا من خبب امرأة على زوجها. وراجعي الفتوى: 7895.
ومجرد تفكيرك في أن يحدث شيء - ولعلك تعنين أن يفارقك زوجك - لتتزوجي من هذا الرجل، لهو نذير شر، واستمرار هذه العلاقة قد يترتب عليه ما هو أعظم، وهو الوقوع في الفاحشة إن لم تتداركك رحمة الله، وتقبلي على التوبة.
فالواجب عليك المبادرة إلى التوبة النصوح، وقطع أي علاقة لك مع هذا الرجل، وتجنب ما قد يقود إلى هذه المعصية مرة أخرى. وراجعي شروط التوبة في الفتوى: 29785.
وإذا أردت السلامة لدينك وعرضك، فاتركي العمل في هذا المكان، بل يجب عليك تركه ما دامت أسباب الفتنة قائمة. ومن ترك شيئا لله عوضه خيرا منه، قال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق 3:2}، وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إنك لن تدع شيئا لله عز و جل إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه.
والله أعلم.