عنوان الفتوى : من أسرار تحريم نكاح المشركة

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

تزوج أخي من فتاة تايلندية بوذية على قانونهم المدني هناك. فهل يكون زواجه باطلا لأنه ليس على سنة الله تعالى ورسوله صلى الله علية وسلم. وهي أصلا بوذية وذلك يخالف ما جاء في القرآن الكريم: ولا تنكحوا المشركات حتى............ ونحن نطالبة بتطليقها وهو يرفض بدون إبداء الأسباب، وهو رجل في الثلاثين من عمره وضابط في الشرطة وقد درس القانون والشريعة ونحن نستغرب كيف فات عليه الأمر مع أنه شيء بديهي ولا يقع في هذه المصيبة عاقل!! وهو يزعم أنها سوف تسلم وهذا على ما يظن يجعلنا نرضى بالأمر ونحن عائلتة لا نرضى أصلا بجنس الفتاة وأصلها وعرقها لتكون أما لأولاده وهو يزعم أنه لن ينجب منها!! أرجوك يا سماحة الشيخ دلنا على الطريقة لنقنعه بتطليقها؟ ونحن دائمو الدعاء له بالهداية وأن يفكه الله القدير من غوايتها لأن أخي مستعد للتخلي عنا من أجلها؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن القدوم على الزواج من المشركة حرام بإجماع المسلمين لقول الله تعالى: وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ. {البقرة: 221}. ولم يستثن الله تعالى من المشركين إلا الكتابية العفيفة وهذه أيضا ينبغي تجنبها وعدم الزواج منها لمن لم تلجئه الظروف لها كما سبق بيانه في الفتاوى: 110302، 33896، 96452.

ولذلك فإن على هذا الأخ أن يتقي الله تعالى ويتوب إليه ويفارق هذه البوذية المشركة، ولا يجوز له إمساكها لحظة واحدة بعد معرفة الحكم الشرعي والنصح من أهله.. قال الله تعالى: وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ. {الممتحنة: 11}.

والذي ننصحكم به بعد تقوى الله تعالى هو النصح لهذا الأخ وبيان الحكم الشرعي له وترغيبه في الحلال بشتى الوسائل الممكنة وأن ذلك أتقى لربه وأنقى لعرضه وأحفظ لكرامته.

 وترهيبه من الحرام وما يدنس العرض فالمشركون نجس كما قال الله تعالى: إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ. {التوبة: 28}. وقال بعض العلماء: إن نكاح المشركة حرام على المسلم خاصة لخبثها وكرامة المسلم ففيه معنى الصيانة له عن فراش الخبيثة.

وبإمكانكم أن تستعينوا عليه بنصح من لهم صلة به وتأثير عليه من الأصدقاء والعلماء والدعاة والوجهاء..

وقبل ذلك وبعده كثرة الدعاء له وخاصة في أوقات الإجابة.

هذا ونسال الله تعالى أن يصلح حاله ويهدي قلبه وأن يخلصه من هذه الورطة العظيمة والمعصية الكبيرة إنه ولي ذلك والقادر عليه.

والله أعلم