عنوان الفتوى : حكم عقد نكاح من حاول مضاهاة القرآن
فضيلة الشيخ ، كنت شابا عاصيا لله عز وجل ، ثم خطب لي والدي إحدى قريباتي ، و قمنا بعمل كتب كتاب المشكلة التي حدثت في يوم كتب الكتاب أنني قمت لأداء صلاة الصبح ، و نويت التوبة ، ففوجئت بشك في ديني وربي ونبيي يملؤني و يجعلني أغلي، فأمسكت المصحف و أخذت أقرأ و أبكي، فلم يزل الشك حتى إنني نسيت كل شيء عن إعجاز القرآن، و قلت إنه من الممكن أن يقول أي إنسان هذا الكلام، ثم خرجت إلى المسجد، وصليت الظهر صلاة مضطربة، و لم يزل الشك بعد، وصليت العصر و قرأت قرآنا، و طلبت من الناس الدعاء لي، ثم كتبت الكتاب في نفس اليوم ، و بعدها بيومين حدث مني موقف آخر حيث قلت لنفسي إن سورة النصر غير معجزة، و يمكن أن أؤلف مثلها، وبالفعل بدأت بالتأليف ثم تركت هذا الفعل، و تبت توبة نصوحا، فعاد إيماني إلي، و
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن مثل هذه الخواطر التي تنتاب قلب المسلم، وخاصة التي تتعلق بالذات الإلهية والقرآن، إنما هي من كيد الشيطان ليفسد على المسلم دينه، وعلى المسلم الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم إن حدثت له هذه الخواطر، وعليه أن يدافعها، وأن لا يسترسل فيها، ويجعلها تستقر في قلبه، فإن دافعها فإنها لا تضره ما دامت لم يترتب عليها قول أو عمل، بل إن مدافعته لها دليل على رسوخ الإيمان بقلبه، وقد أوضحنا كل هذا بأدلته بالفتوى رقم: 112217.
ويبقى الإشكال فيما إذا كان هذا الأمر قد استقر في القلب بل وترتب عليه عمل، كما هو حاصل هنا بمحاولة تأليف شيء مضاهاة للقرآن، فإنه يكون حينئذ كفرا أكبر مخرجا من الملة، وراجع الفتوى رقم: 38537. وإذا ارتد أحد الزوجين قبل الدخول انفسخ النكاح. وحسنا فعلت حين بادرت إلى التوبة، فيمكنك الآن تجديد العقد. وننصحك بالاعتصام بالله تعالى والإكثار من ذكره وشكره وحسن عبادته، حفظك الله وحفظ لك دينك وأحسن لنا ولك العاقبة.
والله أعلم.