عنوان الفتوى : كره البنت القلبي لأمها بسبب سوء معاملتها

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أنا لدي مشكلة أمي شخص عجيب وأكبر ابتلاء وأسوأه على الإطلاق، أنا ولدت بعد أربع بنات أي أنا الخامسة وولد بعدي بعامين ذكر ثم بعد عامين ذكر آخر ثم بعد عامين آخرين ذكر كبرت على السب والشتم لسبب أو بدون سبب بأننا بنات وسخ الدنيا وغير ذلك وأنتم أدرى بذلك بكوني كنت فتاة ذكية لم أستطع تحمل أمر أنني أقل من أخي في شيء وأصبح هذا الأمر وسواسا بالنسبة لي وهمي أن أثبت لأمي أنني إنسان كامل وأن الحياة أقصر من أن تحزني أن مولودها أنثي وكبرت وتطور تفكيري ووجدت أن أمي محدودة التفكير لدرجة مخيفة وأنني كنت أعطيها أكبر من قيمتها بكوني أريد أن أثبت لها أنني كاملة لأن ذلك يعتبر آخر اهتماماتها، المشكلة مع مرور الوقت يزداد كرهي لها وتحميلها أي فشل يصيبني في الحياة لأنها تدعو علي وأخواتي أيضا بدون سبب، أشعر أن علاقتي بربي انقطعت لأنها بيننا أنا لا أطيق النظر في وجهها، ولكن أريد أن تكون علاقتي بربي جيدة وأن يتقبل صلاتي ودعائي، فهل أنا آثمة لأنني أكرهها فهذا ليس بيدي وهي التي ربتني على كرهها،

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمجرد الكره القلبي لا مؤاخذة فيه ما لم تتعاطي أسبابه وتعملي بمقتضاه من إساءة الأدب مع الأم والتأفف منها وعدم خفض الجناح لها وغير ذلك من عقوقها، وعليك محاولة طرد ذلك الشعور بالتحبب إلى أمك والتقرب منها وعدم الجفاء، ولك مناصحتها وتذكيرها بأسلوب هين لين لتكف عن التمييز بين أبنائها وعن نظرتها الدونية إلى بناتها وعن الدعاء عليهم، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم الوالدين أن يدعوا على أبنائهم لئلا يصادفوا ساعة إجابة كما في مسلم.

واعلمي أن علم أمك ببغضك إياها دليل على إظهارك لكرهها وذلك من العقوق المحرم فاتقي الله عز وجل، واعلمي أن رضاه لا يكون إلا بامتثال أمره واجتناب نهيه، ومما أمر به وحث عليه بر الوالدين، ومصاحبتهما بالمعروف  والإحسان إليهما ونهى عن عقوقهما فلا بد من امتثال ذلك لبلوغ رضاه... وننبهك إلى أن إساءتهما لا تجوز مقابلتها بمثلها، فاصبري على ما تلقينه من أذى واطردي عن نفسك ذلك الشعور ولا تظهري لأمك إلا الحب والمودة وتحببي إليها بالأقوال الحسنة والأفعال الجميلة ابتغاء مرضاة الله عز وجل، واجتهدي بالدعاء واسأليه سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يفرج همك ويكشف غمك ويرزقك زوجاً صالحاً تقر به عينك وتسعد به نفسك إنه ولي ذلك والقادر عليه.

 وللمزيد انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 23716، 21916، 26960، 35463، 32583، 9898.

والله أعلم.