عنوان الفتوى : لا يسوغ مقابلة إساءة الوالدة إلا بالإحسان

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

سؤالي هل أسمح بأن أعامل معاملة احتقارية من شتم وإهانات وخاصة في مجال الزواج حيث أمي دائما تقول لنا أن لا أحد دق بابكم فبعد كل هذه الإهانات أغضب بطبيعة الحال وأفقد صوابي إلى درجة أنني أسب أحيانا أمي أعلم أنني ارتكبت خطأ كبيرا ولكن... أرجو إفادتي بكل النصائح. وشكرا جزيلاً.

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا يجوز للوالدين أن يميزوا بين أولادهم فيفضلوا بعضهم على بعض، فقد قال صلى الله عليه وسلم: اعدلوا بين أولادكم. رواه البخاري. ولا يعني ذلك أن الوالدين متى خالفا أمر الله ففاضلا بين الأولاد جاز للأولاد أن يعقوهما، ولا يقوموا بحقهما من البر والصلة؛ فقد أمر الله ببر الوالدين وشكرهما، ولم يعلق ذلك على شيء، ولو كان الأبوان كافرين، كما قال تعالى: أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً[لقمان:14، 15]. وإذا كان الله قد أمر ببر الوالدين الكافرين فكيف بالمسلمين؟! ولهذا فلا يجوز لك أن تسيئي معاملة والدتك أو والدك لأجل أنهما يفضلان غيرك عليك أو يشتمانك، أو نحو ذلك من الأخطاء؛ لأن حسابهما على الله، لا عليك أنت. وإذا كانا قد تركا ما أمرهما الله به من العدل أو معاملتكم بالمعروف، فليس ذلك مبررًا لك أن تتركي أمر الله لك في مصاحبتهما بالمعروف والإحسان إليهما. وراجعي للأهمية الفتاوى التالية: 32149، 3459، 19857. والله أعلم.