عنوان الفتوى : تحسن إلى أختها وتصلها وهي تقطعها وتسيء إليها

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أنا عندي مشكله ما عرفت لها حلا: أختي تكرهني بكل معنى الكلمة على الرغم أني ما غلطت بحقها في يوم من الأيام طول عمري كنت لها الأخت الحنونه التي أفضلها على نفسي بكثير من الأمور لكن مع الوقت أحسست أنها تبعد عني وكل ما أحاول أتقرب لها يزيد كرهها لي حاولت أتكلم معها لكن دون فائدة صار الآن 7 سنوات ما تكلمني غير هذا يا شيخ إنها تشوه سمعتي أمام الناس وتقول عني كلاما غير جيد والمصيبة أنها تعيش معي في نفس البيت وإذا رأتني بمكان ما تطلع منه أو تطالعني بنظرات كلها حقد وكره و في كثير من الأمور تستفزني وتحاول تختلق مشكله بيننا لكني أصبر وأتحمل وأقول بكرة تندم وتعرف غلطتها وخصوصا أني أختها الكبيرة لكن دون جدوي ولما أشتكي لأمي تقول مالك شغل فيها خليها عنك(( طبعا أمي ما تقدر تسوي شيئا لأنها ماتسمع كلامها ولا تحترمها بالمرة )) في الفترة الأخيرة زادت تصرفاتها المسيئة لي جدا وفوق قدرتي والذي لا يتصوره بشر وأخاف أنفجر وأفعل شيئا أندم عليه .. أنا إنسانه متدينة وأحس أن صلاتي وصيامي ما تتقبل والسبب علاقتي بأختي وذكرت لها أحاديث عن قطع صلة الرحم وقالت إن ما عندها أخوات وإنها متبرئة مني ليوم الدين ولما أسالها عن السبب تقول غصب يعني أحبك أو يكون فيه سبب علشان أكرهك ..!! تعبت ياشيخ

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

خلاصة الفتوى:

صلة الرحم واجبة وقطيعتها من الكبائر، وعليك أن تبذلي ما تستطيعين من الإصلاح والصلة والإحسان.. ؛ فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.

 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلاشك أن الإسلام حث على الصلة والمودة بين الإخوان وسائر الأرحام، وحذر من القطيعة والكراهية والخصام، فقال تعالى في وصف عباده المؤمنين الذين يدخلون جنته ودار كرامته " والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل.. الآية وقال تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ { محمد: 22-23}.  

ولذلك فإن عليك أن تحاولي المصالحة مع أختك وتعالجي مقاطعتها بطريقة هادئة، فتسلمي عليها من وقت لآخر أو توسطي بينكما من ترينه أهلا لذلك من الأهل والإخوان والجيران الصالحين.

ولتعلمي أن الواصل لرحمه حقيقة هو الذي يصلهم إذا قطعوه ويحسن إليهم إذا أساءوا إليه، فقد روى البخاري وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها.

والمسلم العاقل المتعلم المتدين هو الذي يقدر خطورة قطع الرحم وفساد ذات البين فيبادر بالإصلاح ويبدأ بالسلام ويصل القاطع ويحسن إلى المسيء لأنه يعلم قول النبي- صلى الله عليه وسلم- : تعرض الأعمال في كل يوم خميس واثنين، فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا؛ إلا امرأ كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: اتركوا هذين حتى يصطلحا، اتركوا هذين حتى يصطلحا". رواه مالك و مسلم وغيرهما.

فإذا بذلت ما تستطيعين من جهد للإصلاح والصلة فإن الله تعالى لن يضيع أجرك، ولن يكلفك ما لا تستطيعين كما قال تعالى: إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ. وقال تعالى: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا.

ويبقى الإثم على من رفض الصلح ولم يبذل فيه جهدا.

نسأل الله لك العون والتوفيق لما يحبه ويرضاه.

وانظري الفتاوى:13685، 17813، 69861، 76350.      

والله أعلم.