عنوان الفتوى : التفصيل في رؤية الله في المحشر والجنة
نعتقد أن المؤمنين يرون الله تبارك وتعالى يوم القيامة ثم في الجنة، أهل السنة والجماعة متفقون على هذا.أنا أعلم أن العلماء قد اختلفوا في الناس الذين يرون الله في عرصات القيامة على ثلاثة أقوال:هل المسلمون العصاة أي أهل الكبائر الذين يعذبون في النار سيرون الله في الجنة أيضًا، أم الرؤية خاصة بالمؤمنين الذين لا يعذبون في النار؟أسألكم التوضيح مع التفصيل و الأدلة و أقوال علمائنا.
خلاصة الفتوى:
رؤية الله تعالى في الجنة شاملة لكل من دخلها حتى من عصاة المؤمنين.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الأدلة الواردة في رؤية الله عز وجل -وهي كثيرة، وسبق ذكرها في الفتوى: 2426، والفتوى: 48052، ليس فيها ما يدل على أنها خاصة بمن لا يعذب في النار من الموحدين، بل هي عامة تشمل عصاة المؤمنين الذين هم تحت مشيئة الله إن شاء عذبهم وإن شاء عفا عنهم، فإن عذبوا في النار بقدر ذنوبهم كان مصيرهم إلى الجنة كما هو مذهب أهل السنة، وقد قال السلف رضي الله عنهم إن كل من دخل الجنة يرى الله عز وجل كما ورد في الشريعة للإمام الآجري قال: حدثنا أبو بكر بن أبي داود قال: حدثنا أحمد بن الأزهر قال: حديثا إبراهيم بن الحكم قال: حدثنا أبي عن عكرمة قال: قيل لابن العباس رضي الله عنهما: كل من دخل الجنة يرى الله عز وجل؟ قال: نعم. اهـ.
وإنما وقع الخلاف كما أشرت في رؤية غير المؤمنين من الكفار والمنافقين في وقت المحشر لا في الجنة التي حرمها الله عليهم.
جاء في شرح الطحاوية للحوالي: وقوله: (والرؤية حق لأهل الجنة) تخصيص أهل الجنة بالذكر يفهم منه نفي الرؤية عن غيرهم، ولا شك في رؤية أهل الجنة لربهم في الجنة، وكذلك يرونه في المحشر قبل دخولهم الجنة؛ كما ثبت ذلك في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويدل عليه قوله تعالى: تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ، واختلف في رؤية أهل المحشر على ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه لا يراه إلا المؤمنون.
الثاني: يراه أهل الموقف مؤمنهم وكافرهم ثم يحتجب عن الكفار ولا يرونه بعد ذلك.
الثالث: يراه مع المؤمنين المنافقون دون بقية الكفار؛ وكذلك الخلاف في تكليمه لأهل الموقف. اهـ.
والله أعلم.