عنوان الفتوى : الجنة منزهة عن كل خبيث كان في الدنيا
ما هي الأدلة القطعية، التي نرد بها على كل من يقول: إن في الجنة آلات عزف ولواط، قياسا على إباحة الخمر هناك، وهي أم الخبائث؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبداية لا بد من التنبيه على أن الخمر في الجنة ليس لها علاقة بخمر الدنيا إلا بمجرد الاسم، فهي لا تذهب عقلا، ولا تصدع رأسا، ولا توجع بطنا، ولا تؤذي بطعمها، أو ريحها لسانا أو أنفا .. بخلاف خمر الدنيا!! وانظر الفتوى رقم: 1810.
وأما فاحشة اللواط، فهذه الفاحشة ليست محرمة بالشرع فقط، بل هي أيضا مستبشعة بالطبع، ومخالفة للفطرة، وما كان كذلك لا يشتهيه أهل الجنة، الذين نُقُّوا وهُذِّبوا قبل دخولها.
وانظر تفصيل ذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 290428، 125317، 97979.
وأما مسألة آلات العزف، فهي مثل غيرها من تفاصيل النعيم الغيبي الذي يفتقر إثباته إلى دليل شرعي.
وعلى أية حال، فقد ثبت تلذذ أهل الجنة عن طريق السماع، ومن جملة ذلك غناء الحور العين لأزواجهن بأحسن الأصوات. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 117770.
وقد عقد ابن القيم في كتابه (حادي الأرواح) بابا في ذكر سماع الجنة، وغناء الحور العين وما فيه من الطرب واللذة، وذكر فيه أنواعا حسنة من التلذذ بالأصوات، فراجعه بطوله إن شئت.
والله أعلم.