عنوان الفتوى : دعاء المرأة أن تكون رجلًا في الجنة لاعتقادها أن تنعّم الرجال في الجنة أكثر من النساء
تقول إحدى الفتيات: إنها راضية عن الله أنه خلقها أنثى، ولكنها تعلم أن الله فضّل الرجال على النساء في قوله: {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض}، وترى أيضًا أن للرجال حقوقًا أكثر من للمرأة، وثوابه في الآخرة أكثر من للمرأة، مثل الحور العين، وهي تقول: إنها راضية بما قسم الله لها، ولكنها تقول: إنها إذا دخلت الجنة ستطلب من الله أن يجعلها رجلًا، فهي تعلم أن الله فضّله، وهي تريد أن تكون ممن فضّله الله في الجنة، فهل يعتبر هذا عدم رضى بقضاء الله؟ وهل يجوز أن تطلب غير ما قُدِّرَ لها؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلتعلم هذه الفتاة أولًا أن كل أحد من أهل الجنة، سيكون راضيًا بما هو فيه من النعيم، والإكرام من الله تعالى، فما عليها إلا أن تجتهد فيما يكون سببًا لدخولها الجنة، ولتجعل جُلّ دعائها أن يدخلها الله الجنة برحمته، وفضله.
ثم إن جنس الرجال وإن كان أفضل من جنس النساء، لكن بعض النساء قد يكن أفضل من كثير من الرجال، ويكون ثوابهن في الآخرة أعظم وأتم من ثواب كثير من الرجال، ولتنظر الفتويين التاليتين: 278251 - 245725.
وإذا تبين هذا؛ فعليها أن تجتهد في طاعة الله، والتقرب إليه، فإنها بذلك قد تسبق كثيرًا من الرجال، وتكون لها الدرجات العالية في الآخرة.
وتمتع الرجال بالحور في الجنة لا يستلزم أفضلية كل رجل على كل امرأة، فإن أجناس النعيم في الجنة كثيرة، وأعلاها على الإطلاق هو التنعم برؤية وجه الله تعالى.
وإذا تبين هذا؛ فلا وجه لدعائها المذكور، فإنها قد تحصل من نعيم الجنة وهي امرأة، أكثر مما يحصله الرجال.
ونخشى أن يكون هذا من الاعتداء في الدعاء، ومن ثم؛ فننصحها بترك هذا الدعاء، ولتنظر الفتوى رقم: 341338.
ونرجو ألا تكون تلك الأخت داخلة في زمرة المتسخطين على القدر؛ لأنها إنما تريد الخير، ولأنها أتيت من جهلها بكون بعض النساء قد يفضلن كثيرًا من الرجال في الجنة.
والله أعلم.