عنوان الفتوى : أولى ما ينظر فيه لشريكة الحياة هو دينها
أنا شاب أواصل دراستي في فرنسا منذ بضعة أشهر, قبيل اتمام دراستي الجامعية تبين لي أن زميلا لي تعرف على زميلة لنا في الدراسة من أجل مصالح أراد تحقيقها عن طريق والد الفتاة, نصحت زميلي بأن يدع عنه هذا الأمر فلم يأخذ بكلامي فقمت بتنبيه الفتاة فتفطنت لما كان ينوي فعله. ظننت حينها أن الأمر قد انتهى, لكن ما كنت أجهله هو أن الفتاة كانت معجبة بأخلاقي و بسيرتي و سألت عني دون علم مني.. في تلك الفترة كنت منهمكا في البحث عن عمل أو مواصلة دراستي, بعدها تحصلت على قبول لمواصلة دراستي. و لكن قبل سفري اتصلت بي الفتاة و أعلنت لي أنها تود أن تكون زوجة لي. لم أكن أتوقع هذا الأمر و لم تكن الظروف المانع الوحيد لذلك و انما هناك عدة عوامل: - رغم أنها تحافظ على الصلاة فاِن الفتاة نشأت في بيئة مترفة ولا أحد من العائلة يرتدي اللباس الشرعي. - أن والدها بحكمه عسكري, جد قاس في معاملته لأهله, و إن حدث و التزمت ابنته بالحجاب فإنه يتبرأ منها. أما الفتاة فلا تزال مترددة في ارتدائه بل و هي لم تقتنع حتى بفرضيته. أردت أن أقنعها بذلك و أخرجها من هذه البيئة التي نشأت فيها، و لم تجد فيها راحة قط, و ذلك لسببين: الأول لأني أرى في الفتاة بذور صلاح و حسن خلق. و الثاني حرصا مني على الأجر اِن وفقني الله لذلك. غير أن نفسي حدثتني بأن عملي هذا مخالف لهدي نبينا صلى الله عليه و سلم وأني إن فعلت ذلك, بدل أن أنقذها من الذئاب التي تحوم حولها أكون أنا ذئبها. غير أن الأمور أخذت منحا آخر, فما لبثت حتى بررت لنفسي عملي هذا, فحدثت والدتي بالأمر واتفقت مع الفتاة على الزواج بعد إتمام دراستي بنية إقناعها بارتداء الحجاب بعد الزواج فمن المستحيل فعل ذلك قبله. أخشى أن أكون بهذا الفعل قد خالفت الشريعة و أخشى عواقب ذلك على حياتنا الزوجية. لقد أهمني هذا الأمر كثيرا, استخرت الله, و ها أنا ذا أرجو نصيحة أخ في الله لعل الله يهديني لما ينبغي علي فعله.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب عليك أخي الكريم هو قطع علاقتك بتلك الفتاة، ولا حرج عليك في خطبتها إن عزمت على ذلك، ولا ننصحك بالزواج منها إلا إذا التزمت بلبس الحجاب واللباس الشرعي العفيف أو وعدتك بذلك ورأيت منها حسن نية، فأولى ما ينظر فيه للمرأة هو دينها، ولذا قال صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك.
واستخر الله عز وجل في شأنها. وقبل أن تعقد عليها عقدا شرعيا يحرم عليك إقامة علاقة بها مهما كان غرضها.
وللوقوف على تفصيل الموضوع راجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 2595، 49031، 9463، 10522.
هذا وننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بهذا الموقع.
والله أعلم.