خريطة الصراع السياسي في منظور التحليل إسلاميًا - عبد المنعم منيب
مدة
قراءة المادة :
15 دقائق
.
تقسيم خريطة الصراع إلى فسطاطين هما فسطاط الكفر وفسطاط الإيمان هو تقسيم لا يصلح لإجراء تحليل وتعامل سياسي إسلامي صحيح. ولكن الأهم من ذلك أنه تقسيم مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم السياسي؛ لأن الكفار فيهم المطعم بن عدي بما له من نموذج في التفكير والسلوك السياسي دفع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى أن يطلب حمايته في مكة، ودفعه لأن يقول بعد بدر لو كان المطعم حيًا وسألني هؤلاء النتنى لدفعتهم له (يقصد أسري قريش في بدر)، والكفار كان فيهم أبو سفيان بن حرب الذي هرب بالقافلة، ولم يرد قتالًا فأرسل إلى أبي جهل أن قد سلمت القافلة فعودوا بالجيش، وفي الكفار عتبة بن ربيعة بما يمثله من نموذج للتفكير والسلوك لدي نوع من الكفار وهو أمرٌ دفعَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأن يقول عنه يوم بدر: «إن يكنْ عندَ أحدٍ من القومِ خيرٌ فهو عندَ صاحبِ الجملِ الأحمرِ إن يطيعوه يَرشدوا» (صحيح/ مجمع الزوائد)، وهو من دعا قريشا في بدر لترك محاربة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتركه وشأنه مع بقية الجزيرة العربية، وكان معه في رأيه حكيم بن حزام حينئذ قبل أن يسلم، وفي الكفار أيضًا أمثال أبو جهل وأبو لهب وأم جميل، وضمن الكفار أيضًا أمثال ملاعب الأسنة الذي أراد أن يؤمن رسل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليبلغوا دعوة الإسلام رغم أنه كان وقتها كافرًا.
وفي فسطاط الكفار من هو مثل النجاشي قبل إسلامه حين قال عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم «مَلِكًا لا يُظلمُ عندَه أَحَدٌ» (السلسلة الصحيحة)، وفي فسطاط الكفر مثل كسرى الذي مزق رسالة النبي صلى الله عليه وآله وسلم له فدعا عليه صلى الله عليه وآله وسلم عنه حينئذ أن يمزق الله ملكه.
وفي فسطاط الكفر من هو مثل أمير اليمن من قبل كسرى الذي أرسل له كسرى ليقبض على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فآمن بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وسلم اليمن إلى ولاية الإسلام.
والمحصلة أن معسكر الكفر من الناحية السياسية فيه اختلافات شتى تبدأ من العدل وحماية الضعيف ورفع الظلم (مثل النجاشي والمطعم بن عدي وملاعب الأسنة وغيرهم) تمر بمن لا يرفع الظلم لكنه عاقل فيدعو لسياسة كفرية عاقلة تقلل الصدام مع الحق (مثل عتبة بن ربيعة)، ومنهم من هو قريب من الإسلام لو وجد دعوة مناسبة كوالي كسرى في اليمن، ومنهم من هو محارب بحمق وحقد وغل مثل أبي لهب وأبي جهل، ومنهم من هو محارب بروية وتمهل مثل أبي سفيان قبل أن يسلم (دعاهم في بدر للرجوع وفي الخندق لما وجد مس الضرر أمر بالرجوع).
هم معسكر واحد من حيث عقيدة الكفر لكنهم ليسوا سواء من حيث النسق والسلوك السياسي فإذا تعاملت معهم سياسيًا وفقًا لكونهم واحد في العقيدة فقد أهملت واقعهم السياسي، وهذا موجود الآن أيضًا في الواقع الكفري الراهن.
حركة التاريخ والسياسة قائمة على الصراع
الدنيا كلها دار مشقة لأنها دار للابتلاء ففي الحديث: «لما خلقَ اللهُ الجنة َ قال لجبريلَ: اذهبْ فانظرْ إليها ، فذهبَ فنظرَ إليها ثم جاء فقال: أيْ ربِّ وعزتِك لا يسمعُ بها أحدٌ إلا دخلَها، ثم حفَّها بالمكارِهِ، ثم قال: يا جبريلُ اذهبْ فانظرْ إليها، فذهبَ فنظرَ إليها، ثم جاء فقال: أيْ ربِّ وعزتِك لقد خشيتُ أن لا يدخلَها أحدٌ، قال: فلما خلقَ اللهُ النار َ قال: يا جبريلُ اذهبْ فانظرْ إليها، فذهبَ فنظرَ إليها، ثم جاء فقال: أيْ ربِّ وعزتِك لا يسمعُ بها أحدٌ فيدخلُها، فحفَّها بالشهواتِ ثم قال: يا جبريلُ اذهبْ فانظرْ إليها، فذهبَ فنظرَ إليها، ثم جاء فقال: أيْ ربِّ وعزتِك لقد خشيتُ أن لا يبقَى أحدٌ إلا دخلَها» (صحيح أبي داوود:4744).
ومن ضمن هذه المشقة والابتلاء أن سنة الله في حركة التاريخ والأحداث أنها تقوم على الصراع قال تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ} [البقرة:251].
البعض يسطح الأمور ويعتبر أن الصراع هو بين الحق والباطل فقط، ولكن الأمر فيه تفصيل أوسع من هذا، وهذا التفصيل مهم جدًا للتحليل السياسي الإسلامي والممارسة السياسية الإسلامية المنضبطة بالشرع الحنيف وخاصة هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخلفائه الراشدين، لعل أهم ما يساعدنا على فهم هذا التفصيل هو أن نفهم أن الصرع هو بين الإسلام الكامل الصحيح وبين إبليس، وهنا يأتي السؤال من يمثل الإسلام الكامل الصحيح؟
وللإجابة على هذا السؤال نجد أن ليس كل المسلمين كاملي الإيمان لأن الإيمان بحسب عقيدة أهل السنة يزيد وينقص، كما أنه قد يكون انحرافًا ما في الفكر أو العقيدة لدى مسلم لكن هذا لا يقدح في أصل إسلامه.
إذن ليس كل معسكر المسلمين ممثلًا لطرف الصراع ضد إبليس بشكل كامل وصحيح.
ثم يأتي السؤال الآخر وهو من يمثل إبليس في الصراع؟
هل لا يوجد أي أحد من الإنس يطيع إبليس وينفذ مخططاته سوى الكفار؟ بالطبع لا، فهناك من يتبعه في الكفر ولكن هناك من يتبعه في الشهوات والشبهات من بين صفوف المسلمين بل ويحارب من أجل نشر الفاحشة والشهوات والانحرافات؛ قال تعالى: {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} [ النساء :27]، وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النور:19].
إذن فهناك تنوعات سلوكية وعقيدية داخل الصف الإسلامي نفسه تعطي الفرصة ليتعامل إبليس مع بعضها لتدعيمه في معركته ضد الإسلام الصحيح الكامل وأهله.
وهذه التنويعات سوف نتكلم عنها بقدر من التفصيل في السطور القادمة إن شاء الله تعالى، ولكن يجب هنا أن ننبه أن حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم في تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} [الأنعام:153] لا يعارض هذا فسبل الشيطان منها ما هو عقدي يقدح في أصل الإيمان، ومنها ما هو سلوكي يقدح في كمال الإيمان فقط ولا يقدح في أصله، وإلا لكان المرجئ أو الغارق في الشهوات حتى مماته مستقيمًا على السبيل الواحد المستقيم وهذا لا يقول به أحد من أهل السنة.
أنماط الصراع داخل مجتمع المؤمنين
في الدولة الإسلامية (وبشكل عام في أي مجتمع إسلامي حتى لو لم يكن داخل دولة إسلامية، لكن الدولة الإسلامية هي الواقع الأمثل لنا كمسلمين) هناك عدة أنساق من الصراع لكن في البداية سنقابل نسقًا عامًا يشمل الكثيرين أيًا كانت درجة إيمانهم وهو الحسد ، والبعض قد يقلل من أثر هذه العملية في الواقع السياسي لكن أحداث التاريخ من أبينا آدم وحتى اليوم تثبت أن الكثير من الصراعات المهمة بكل أنواعها لم يحركها سوى الحسد.
ولعل الحسد هو أحد محركات الصراع الرئيسية داخل الأمة التي أشار إليها الحديث النبوي «وسألتُه أن لا يجعلَ بأسَهم بينهم فمنَعَنيها» (مسلم:2890).
أما نسق الصراع الأخر الهام جدًا والذي ينبغي التعامل معه باهتمام شديد لأن عبره يتكون مجد الأمة أو يندثر فهو نسق الصراع بين أهل العدالة من المسلمين وبين أهل الفسق وأهل الظلم من المسلمين، فالمسلمون إما (عدول) بمفهوم العدالة المعروف في الفقه وفي علم الحديث (وهو من لم يرتكب كبيرة ولم يصر على صغيرة)، وإما مسلم فاسق (وهو من يصر على الصغيرة ويرتكب الكبائر ربما في مجال الانحراف الشخصي فيما دون حقوق الناس)، أو ظالم (وهو من يجور على حقوق الناس مرتكبًا بذلك كبائر تتعلق بالجور على حقوق الآخرين).
والصراع دائر بين أهل العدالة وأهل الفسق والظلم في إطار قوله تعالى: {وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا} [النسلء:27]، وقوله تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران:110]، وقوله تعالى: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [ الحج :41].
فأهل الشهوات من جهتهم يصارعون ليكون المجتمع الإسلامي كله مثلهم وأهل العدالة يجب عليهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن هذه العملية هي مناط خيرية الأمة على غيرها من الأمم كما أنها أحد أبرز أهداف التمكين كما في الآية الأخيرة، ومن هنا فالصراع قائم بين أهل الفسق والظلم من المسلمين من جهة، وأهل العدالة من المؤمنين على قضية الاستقامة على تعاليم وشريعة السلام {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا ۚ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [هود:112].
ففريق الفسق والظلم يريد انحراف المجتمع إلى مسلكهم وأهل الإيمان يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ليستقيم المجتمع على شرع الله، وهكذا فداخل معسكر أو فسطاط الإيمان عدة صراعات صراع بين أهل العدالة وأهل الفسق، وصراع بين أهل العدالة وأهل الظلم بالإضافة لصراع عام قائم على الحسد تتغير خريطته من حين لآخر ولكنه قد يصل إلى البغي فيقف في وجهه أهل العدالة تطبيقًا لقوله تعالى: {وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الحجرات:9].
وهناك محور أو نسق آخر من أنساق الصراع وهو متعلق بالصراع بين أهل العدالة وأصحاب الشبهات والبدع في الدين وكذلك أصحاب التأويل الخاطئ وما ينتج عن ذلك كله من آثار في الواقع، إما مذهب فقهي غير مقبول أو مذهب عقدي كالخوارج بفرقهم والمعتزلة والمرجئة والشيعة بفرقهم جميعًا.
وبذا يتضح ما ذكرناه في بداية هذه السلسلة من أن فسطاط الإيمان ليس كله واحدًا بل داخله أنساق عدة للصراع ينبغي فهمها والتعامل معها وفقًا للسياسة الشرعية.
آليات الصراع داخل المجتمع أو الدولة الإسلامية
ولنختم الآن بنظرة سريعة على الفكرة العامة لآليات إدارة الصراع داخل المجتمع الإسلامي مع أهل الفسق وأهل الظلم وأهل البدع والشبهات (غلو أو إرجاء أو غيرهما) وهذه الفكرة العامة ترتكز على عدة أشياء أبرزها التالي:
- الأصل هو التربية والتقويم ونشر العلم الشرعي الصحيح عبر توفير البيئة الإيمانية العامة بشكل سليم بعيدًا عن أي دعوة أو إثارة للفسق أو الظلم أو البدع أو أي تحبيذ لهم.
- وهذه البيئة تتشكل من الأسرة والعائلة والمدرسة والجامعة والمسجد والنادي وأماكن العمل والشارع ووسائل الإعلام والثقافة والترفيه المختلفة.
- تعمل سياسات الدولة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية على مكافأة ورفع العدول والتضييق وخفض أهل الفسق والظلم والبدع في كافة المجالات (هناك أمثلة عديدة لذلك في التاريخ والفقه الإسلامي وعلى سبيل المثال والإيضاح نتذكر معًا الدعاء الذي دعاه العز بن عبد السلام على المنبر قائلًا: "اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويذل فيه أهل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر".
ونذكر هنا أيضا أعظم مثال تطبيقي تاريخي وهو أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما حدد العطاء أي المرتبات التي قررها للمسلمين فقد ميز الصحابة وميز من الصحابة أهل بدر وميز المهاجرين والأنصار على من بعدهم من المسلمين وقال والله لا أساوي من قاتل مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع من قاتل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا في الاقتصاد.
أما في السياسة فقد كان عمر يجمع أهل بدر ليشاورهم مقدمًا لهم على غيرهم وعندما حضرته الوفاة جعل الخلافة محصورة في الستة الذين توفي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو راضٍ عنهم وهذا ليس بدعة من عمر بل هو أمرٌ بدا مستقرًا في فقه الصحابة إذ عندما حدثت الفتنة الكبرى بين الإمام علي ومعاوية رضي الله عنهما وأثناء الجدل قبل وبعد مقتل علي رضي الله عنه كان يكثر القول بإرجاع الخلافة إلى من بقي من الصحابة ممن توفي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو راض عنهم.
والشاهد أنه ليس السبق لمجرد السبق لأن السبق يكمن فيه معنى جوهري وهو العدالة وارتفاع درجة الإيمان بين أهل العدالة).
- النظام العقابي في الدولة الإسلامية قائم على أن الفسق الشخصي الذي لا يتسبب في الاعتداء على حقوق آخرين يندب فيه لأفراد المجتمع الستر على أصحابه ونصحهم في السر لا سيما لو كانوا نادمين وجنحوا للتوبة لكن إذا وصلت جريمة الفسق لمعرفة المسؤولين فلا يسعهم سوى تطبيق نظام العقوبات الإسلامي.
- النظام العقابي الإسلامي لا يسمح بالتغاضي عن الظلم الذي يمس حقوق الناس ويجب على أفراد الرعية والمسؤولين أن يسعوا إلى رفع هذا الظلم ولا يسع مسؤول بالدولة منع عقوبة الظالم أو التغاضي عن رد الحقوق لأهلها تحت أي مسمى.
- تقوم الدولة والأفراد بنصح ووعظ أهل الشبهات الفقهية أو العقدية لكن الدولة يجب عليها بشكل أكبر السعي لإزالة شبهاتهم بشكل منتظم ومنع انتشارها ومنعهم من الدعوة إلى البدع العقدية ونشرها.
- يلاحظ امتناع الإمام علي بن أبي طالب عن قتال الخوارج إلى أن قتلوا صحابيًا وزوجته وامتنعوا عن تقديم القتلة للإمام وامتنعوا بالسلاح فقاتلهم حينئذ.
كما أنه من قبل هذا رد على شبهاتهم بنفسه وأرسل إليهم ابن عباس فناظرهم ورجع منهم الآلاف إلى الرشد بسبب هذه الردود.