عنوان الفتوى : هل تأثم من ترد الخطّاب دون سبب واضح؟
أنا فتاة أبلغ من العمر 27 عاما، قام بخطبتي العديد من الشباب، جميعهم جيدون لدرجة شديدة. ولكن لم تتم خطبتي أبدا، فأغلب الشباب الذين يتقدمون أقوم برفضهم دون سبب واضح، رغم أني أصلي صلاة الاستخارة، ولكن أشعر في داخلي بعدم الراحة بعد الجلوس معهم. وحينما أجد أنهم جيدون وأحاول جبر نفسي علي الموافقة، أحاول أن أجد أي سبب للرفض. وعندما يسألني أهلي عن السبب، أقوم بالبكاء الشديد، وأعتزل الكلام لأسبوع حتى أعود لطبيعتي، ثم أندم على الرفض. تكرر هذا الأمر أكثر من 20 مرة خلال 5 سنوات. وفي المرات القليلة التي كنت أوافق فيها، كان يتم الرفض من الطرف الآخر. وفي النهاية عندما يأتي أهلي بعريس، يُصيبني الخوف والحزن، وأرفض الكلام. والدتي تحزن حزنا شديدا علي، وترى أني ابتلاء لها من الله، وأحيانا تقاطعني. ووالدي يئس مني، ولكنه لا يستطيع إرغامي على الزواج. وأنا أتعذب من داخلي؛ لأني أرى الحزن في عينيهما، وأحيانا يصل الأمر إلى أن يمرضا.. لا أعلم لماذا أحاول الرفض دائما والتهرب؟ لا أعلم ماذا يحدث لي عندما يتقدم أحدهم لخطبتي، مع أني ملتزمة في الصلاة، وأدعو الله دائما وباستمرار أن يرزقني الزوج الصالح الذي أكون مقتنعة به اقتناعا تاما، ولكني مؤخرا أصبحت أشعر أني مبتلاة، وأني لن أتزوج أبدا، وإن تزوجت سأعاقب في الدنيا بزوج شديد. أصبحت أرى تلك الهواجس ومقتنعة بها. وبعد الرفض من الآخرين، أصبحت أرى أن الله -أستغفره على ما سأقول- يعاقبني على رفضي لشباب كانوا حقا جيدين، مع أني في كل مرة أرفض فيها، أدعو من الله أن يرزقهم بالزوجات الصالحات. والدتي ترى أن الله سيعاقبني على ما أفعل. وإن رفضت أحدهم لأن الشكل لا يناسبني على سبيل المثال، تقول إن الله سيعاقبك علي ما تفعلين. منذ يومين توقفت عن الدعاء، وابتعدت عن الجميع، وأصبحت أنام أكثر مما أستيقظ. كل ما أرجوه منك يا شيخنا أن تدعو لي بالهداية وراحة البال، وإن كنت مريضه نفسيا أن يشفيني الله من هذا المرض وهذا الابتلاء، وأن يجبر الله خاطري؛ فقد ظللت أحافظ على نفسي في عملي ودراستي.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يشرح صدرك، ويفرج كربك، ويهديك لأرشد أمرك. ويرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك.
واعلمي أنّه لا إثم عليك -إن شاء الله- في رد الخطّاب ولو كانوا أصحاب دين وخلق، سواء كان الرد بسبب عدم مناسبة الخاطب لك من حيث الوسامة أو غيرها، وراجعي الفتوى: 210511
فلا تخافي من العقوبة على هذا الأمر، وأحسني ظنّك بربك ولا تيأسي، وإذا تقدم إليك من ترضين دينه وخلقه؛ فاقبلي به، وتوكلي على الله، وأكثري من الذكر، وحافظي على الرقى المشروعة والأذكار المسنونة، واجتهدي في الدعاء بإلحاح؛ فإنّ الله قريب مجيب.
وللفائدة، ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.