عنوان الفتوى : الموازنة بين ترك الدراسة لأجل الزواج وإكمالها لرغبة الوالدين
أنا فتاة أبلغ من العمر 21 سنة، أحببت شابًّا منذ 5 سنوات، وهو الذي تواصل معي أولًا، وأخبرني بحبه لي، وبعدها تعلقت به كثيرًا، وهو يقطن في نفس المدينة التي أعيش بها، لكننا لم نلتق أبدًا، ولم نتحدث معًا إلا على مواقع التواصل الاجتماعي، وكنا دائمًا نخاف من الله بسبب العلاقة المحرمة بيننا، ونتذكر ذلك دائمًا، فنبتعد شهورًا عن بعضنا، وكل منا يلتزم، ويلجأ لربه، ثم نعود للحديث بعد فترة، حتى إن علاقتنا توقفت سنة كاملة، على أن يختار كل واحد منا طريقه، لكننا عدنا نتحدث السنة الماضية. كان لي حلم منذ الطفولة أن أدرس الطب، وحصلت على البكالوريا سنة 2016، ولم أصل إلى المعدل الذي يؤهلني لدراسة الطب؛ فأعدت البكالوريا سنة 2017، ثم 2018 وهذا العام 2019 ستكون البكالوريا الرابعة -بإذن الله-، وكل ذلك من أجل أن أفرح والديّ، وأحقق فرحتهما، وهذا الشاب يعلم ذلك، ويعلم أني متعلقة بحلمي، وأدرس من أجل أبي وأمي، وفي هذه الأيام قال لي: أنا لا أريد أن تدرس زوجتي في الجامعة، وتختلط مع الرجال، فهذا أمر محرم، ويحاسبني الله عليه، وأنا كنت أعلم أنه لا يرضى بزوجة عاملة، لكني لم أظن أنه سيرفض الدراسة، وطلب مني الآن أن أختار بينه وبين دراستي، وقال لي: أخبريني الآن أنك تريدين التوقف عنها، وسأتقدم لأهلك في هذه الفترة، وإن لم توافقي على شرطي، فأنا لا أرضاك زوجة لي، وأنا أحبه كثيرًا، ولا أستطيع أن أتقبل فكرة الانفصال عنه، ولا أن أكون مع شخص غيره في المستقبل، وتعبت لأجل الدراسة كثيرًا، ولا أستطيع أن أخيّب ظن أهلي، فأملهم فيّ كبير.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالعلاقات الشائعة بين الشباب والفتيات باسم الحب؛ لا يقرها الشرع، فهي باب فتنة، وفساد.
وإذا تحاب رجل وامرأة، فالزواج هو الطريق الأمثل، والدواء الناجع، فإن لم يتيسر لهما الزواج، فعليهما أن ينصرفا عن هذا التعلق، ويسعى كل منهما ليعف نفسه بالزواج، ويشغل وقته بما ينفعه في دينه، ودنياه، وراجعي الفتوى: 238027.
ومن حيث الحكم الشرعي: فإنّ تركك الدراسة من أجل القبول بزواج هذا الشاب؛ جائز، وكذلك ترك هذا الشاب من أجل الدراسة؛ مراعاة لرغبة الوالدين؛ جائز، إذا كانت مباحة.
وترجيح أحد الأمرين على الآخر يرجع إليك، وينظر فيه إلى المصالح والمفاسد المترتبة على كل منهما، فيقدم الأكثر مصلحة، والأقل مفسدة.
والذي ننصحك به أن توازني بين الأمرين، وتتشاوري مع بعض العقلاء من أهلك، أو غيرهم، وتقدمي ما فيه سلامة دينك.
والله أعلم.