عنوان الفتوى : ضابط الخلوة عند الفقهاء

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

بارك الله فيكم ونفع بكم... أنا طالب متميز خاصة في مادتي الرياضيات والفيزياء ولله الحمد والمنة لذلك كثيراً ما يطلب مني أصحابي وجيراني أن أشرح لهم بعض الدروس في هاتين المادتين، طلب مني جاري أن أشرح لابنته بعض الدروس، وابنته فتاة محتشمة ومحجبة لكن المشكلة أن والدها كثير الغياب عن المنزل، فهل تنتفي خلوتي بها بحضور والدتها معنا أو أخيها الذي لا يتجاوز عمره 6 سنوات؟ لقد كثر عدد من يطلبون من المساعدة خاصة من زملائي . وكنت في البداية لا أتوانى عن ذلك لأنني أعتبر ذلك من شكر النعمة التي أنعم الله بها علي. لكن الظرف الآن يقتضي مني مزيد تفرغ إلى الدراسة . إنني أذاكر إلى ساعات متأخرة. والحمد لله أنا أضيع صلاة الفجر في المسجد. و أنا الآن أشعر بالإرهاق.فبما تنصحوني بارك الله فيكم. أأعتذر عن مد العون أم أتوكل علي الله و أوافق على مساعدتهم. أنا والحمد لله أحفظ الآن نصف القرآن لكن مقصر في مراجعته لكثرة مشاغلي وأخشى عليه من أن يتفلت . أرشدوني إلى أقل مقدار أضمن به بقاء حفظه.كما أنني لا أجد أثرا للقرآن في نفسي من تقوى و مخافة لله. فماذا أفعل.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فعليك أن تحمد الله على ما أعطاك من النعم فإن الشكر هو قيد النعم، والشكر هو استخدام النعم فيما يرضي الله، واعلم أن مساعدتك زملاءك في المذاكرة بالقدر الذي لا يضرك ولا يشغلك عن واجباتك الأساسية من أهم الوسائل التي تساعدك على تثبيت معلوماتك وفهم ما يشكل عليك، ولا تنسى أن الله يعين من أعان الناس، وتذكر الحديث: والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. رواه مسلم. والحديث: من استطاع أن ينفع أخاه فلينفعه. رواه مسلم.

وأما مسألة البنت فلا شك أن الاحتياط دائماً هو البعد عن مخالطة البنات لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، والنساء من حبائله التي يصطاد بها الناس، ولذا جاء في الحديث: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. متفق عليه.

وتحرم الخلوة بالنساء وكل ما يثير الفتنة، ويجوز في الأصل تدريس من لا تخشى بها الفتنة ولا تخشى عليها إذا كانت بلباس يستوفي ما هو مطلوب شرعاً، هذا مع عدم الخلوة وغض البصر عن محاسنها وعدم الكلام المشتمل على المزاح وعدم خضوعها بالقول وترخيمها صوتها وغير ذلك مما فيه ريبة.

وضابط الخلوة عند الفقهاء هي كل اجتماع لا تؤمن معه الريبة عادة، وقد ذكر النووي رحمه الله أن الصبي الذي لا يستحيى منه لصغره لا تنتفي به الخلوة، وقد مثل له بابن سنتين وثلاث، وعليه فإن حضور أم الفتاة مانع من الخلوة وكذا إن كان الصبي مميزاً يستحيى منه، والأولى هو الاعتذار لهم لأن هذا غير متعين وقد يجدون طالبة ممتازة أو مدرسة تساعد بنتهم، وأنت يخشى عليك وأنت شاب من أن يستدرجك الشيطان لطريق الغواية، وراجع للمزيد في الموضوع وفي مسألة مراجعة وتثبيت القرآن والتأثر به الفتاوى ذات الأرقام التالية: 101950، 99790، 56083، 36423، 15383، 9431، 75950، 76374، 21669، 49327، 31173، 57130، 54191.

والله أعلم.