أرشيف المقالات

اللهم اجبرني - أحمد قوشتي عبد الرحيم

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
( اللهم اجبرني ! )
كان من جملة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بين السجدتين سؤاله ربه أن يجبره فيقول « اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني وارزقني »
فما أعظمه وأجله من دعاء ، وما أحوج العبد إلى جبر الرب له فيما يواجهه من كسور ظاهرة وباطنة ، وضعف وعجز وفقر وحاجة ، ومصائب وآلام تصيب النفس والقلب ، ولا يجبرها إلا الجبار سبحانه ، الذي يجبر الضعيف والمسكين ، والكسير جبرا حسيا وجبرا معنويا .
والجبار سبحانه هو الذي يجبر قلوب أصحاب المصائب والبلايا ، ومن فقدوا الأحباب ، وآلمهم الفراق ، فينزل عليها الصبر والسكينة ، ويثبتها باليقين ، ويسعدها بالرضا .
وهو سبحانه الذي يجبر قُلوبَ الخاضعينَ لعظمته وجلاله، وقلوب المحبين له جبرا خاصا بما يفيض عليها من أنواع كراماته، وأصناف المعارف والأحوال الإيمانية، فقلوب المنكسرين لأجله جبرها دان قريب .
وإذا دعا الداعي، فقال: ((اللهم أجبرني)) فإنه يطلب من ربه هذا الجبر الذي حقيقته إصلاح حال العبد ودفع جميع المكاره عنه.
( انظر الثمر المجتنى شرح أسماء الله الحسنى )
وخلاصة الأمر : أن كل كسر لا يجبره الرب فلا جابر له ، وكل من حفظه الرب وحرسه فمن ذا الذي يقدر على كسره ، ولو اجتمع على ذلك أهل المشرق والمغرب .
يا مَن ألوذ به فيما أؤمله * ومَن أعوذ به مما أحاذره
لا يجبرُ الناسُ عظماً أنت كاسرُه * ولا يهيضون عظماً أنت جابره.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢