عنوان الفتوى : حكم حضور الدعاة إلى الولائم بمناسة الوفاة
في بلدنا لهم عادة بإقامة وليمة في اليوم الثالث للميت، يدعونني الناس لإلقاء درس أنا لا آكل منها . فما حكم الداعية الذي يلقي موعظته ويأكل من تلك الوليمة مع الناس؟ وما حكم الشرع في هذه العادة(الوليمة؟
خلاصة الفتوى:
عمل الولائم في المأتم وجمع الناس عليها وإحضار القراء ونحو ذلك مما اعتاده الكثير من المسلمين يعتبر من البدع في الدين. ولا يجوز حضورها إلا لغرض الإنكار.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن عمل الولائم بمناسة الوفيات وجمع الناس عليها وإحضار القراء ونحو ذلك مما اعتاده الكثير من المسلمين ليس له أصل في الشرع.
والسنة في هذا الأمر هي أن يصنع الجيران أو الأقارب لأهل الميت طعاما لأنهم ينشغلون عادة بالمصيبة عن إعداد الطعام لأنفسهم، وأما عكس ذلك فهو من البدع.
ثم إنه لا ينبغي حضور مثل هذه الولائم التي تخالف السنة سواء لغرض الأكل أوغيره ولا سيما إذا كان الشخص داعية لأن حضوره من غير إنكار يشجع على هذه البدع، ولأن من كثر سواد قوم فهو منهم، وقد صار شريكا لهم؛ كما ورد في الحديث الذي أورده الحافظ ابن حجر في المطالب العالية أن رجلا دعا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه إلى وليمة، فلما جاء سمع لهوا فلم يدخل، فقال: ما لك؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كثر سواد قوم فهو منهم، ومن رضي عمل قوم كان شريكا لمن عمله.. ولم نجد من حكم على هذا الحديث؛ لكن سكت عنه الحافظ ابن حجر.
ويجوز حضور الداعية لغرض الدعوة التي تتضمن الأمر بتقوى الله تعالى والتمسك بالسنة ونبذ البدعة في هذه العوائد وغيرها، فإن حضوره لذلك أمر مطلوب شرعا لأن الدين النصيحة؛ كما في الحديث الصحيح.
ونحن نوجه نصيحتنا لكافة المسلمين أن يجعلوا النبي صلى الله عليه وسلم أسوتهم، ويتركوا هذه العادات المخالفة للسنة والمكلفة للمصابين بحيث يصل الأمر إلى حد الاستدانة لذلك أو أكل أموال اليتامى وإنفاقه في غير حق شرعي، أضف إلى ذلك ما قد يحصل من الإسراف الذي نهى الله عنه.
وقد سبقت الإجابة عن حكم الأكل من هذا الطعام الذي يصنع لهذه المناسبة في الفتوى رقم: 67278
والله أعلم.