عنوان الفتوى : حكم دعوة الأجنبية إلى طعام وتقديم هدية لها
إنني من أصل يمني ومغترب في بريطانيا لمده 3 سنين تقريبا.... وأعيش في مدينه تسمى شفيلد. إنني من أسرة ملتزمة ومتحضرة في اليمن وجئت إلى بريطانيا لطلب العلم وتحقيق ما أصبو إليه، وفي سنتي الأولى في الجامعة وبالصدفة تعرفت على فتاة عراقية تبلغ من العمر 20 سنة وهي من مواليد بريطانيا وعاشت حياتها في بريطانيا وترعرعت هناك، كما أنها طيبة من خلال ما لحظت، وكما أنكم تعرفون كيف ألأوضاع في الدول الأجنبية، وكما أنني سمعت أنه يجب أن نتعايش مع الزمن أو المكان الذي نعيش فيه، عندما تعرفت على هذه الفتاة كان في بداية شهر رمضان 2007 الذي ولى، ونسأل الله أن يبلغنا رمضان القادم إن شاء الله. في تلك الأثناء كانت تقوم بجمع بعض التوقيعات من الطلاب لفعل الخير ولا داعي لأن أدخل في التفاصيل. قمت بواجبي وبعدها بدأت أتحدث معها بالأسئلة التي يبدأها الناس بالتعارف وبعدها ذهبت في حالي وتمنيت أن ألقاها مجددا، بعد ذلك بأيام ذهبت إلى مكتبة الجامعة لأتصفح الإنترنيت وأراجع بعض الدروس، وبالصدفة التقيتها وسلمت عليها وأخذت المقعد الذي كان بجانبها، وبدأنا نتحدث وكان غرضي أن أتعرف عليها أكثر لغرض كان في نفسي ألا وهو أن أتقدم لخطبتها على سنة الله ورسوله. من خلال حديثنا عرفت أنها من مدينة تدعى مانشستر وجاءت إلى شفيلد لغرض العلم، وكما أنها في سنتها الثانية في الجامعة فإنها تسكن مع صديقتها وهي من قطر، ولها صديقة يمنية وهما قريبات جدا إليها وكما علمت أنهما متدينات والحمد لله. وعلمت أيضا أنها بدأت تلتزم وتتدين في السنوات الأخيرة.. المهم التقيت بها عدة مرات في مكتبة الجامعة ومعظمها كانت بالصدف وكنت أحمد الله على تلك الصدف وكأنني أحس أن الله يبلغني مرادي، في أيام العيد سألتها إذا كان من الممكن أن أعزمها على الغداء في أحد المطاعم حتى أنتهز الفرصة وأفتح الموضوع خلال تلك الوجبة، لكنها لم توافق لأنه لا يحق لها أن تخرج معي، فنسيت ذلك الموضوع تماما لأنها كانت على صواب، وبالصدفة عرفت أن عيد ميلادها كان قريبا مع الرغم أننا لانحتفل بهذه الأعياد إلا أنني أردت أن أشتري لها شيئا لأعبر لها عما في داخلي وتفهم مقصودي، وفعلا اشتريت لها (سلسلة من ذهب) وأعطيته إياها ولم تكن تعرف ما بداخل ذلك الكيس. لم أرها بعد ذلك لعدم ذهابي للجامعة وبعد ذلك التقيتها وقالت لي إنني أبحث عنك لأرد لك هديتك!! فتفاجأت حينها وقالت لي إن هذه الهدايا لا يتبادلها الأصدقاء وإنما غير ذلك وكان مقصودها الخطاب أو المتزوجين، وقلت لها هذا ما كنت أصبو إليه ، ولكنها أصرت بعصبية أن آخذ الهدية أو قيمتها لأن الشيء الذي قمت أنا به حرام ولا يرضي الله، كما أنها لم تحب الطريقة التي تعارفنا بها، وحاولت أن أشرح لها أنها كانت الطريقة الوحيدة للوصول إليك، فلا أدرى أين تسكنيين ولا أعرف من هم أهلك، فحاولت أن آخذ رأيك مسبقا قبل أن أبدأ أي خطوة، ولكنها تغيرت تماما عن الشخص الذي كنت أعرف ومن خلال مناقشتي لها عرفت أنه ليس قرارها وإنما قرار صديقاتها. كما أنها أشارت إلى أنني لست إنسانا ملتزما من خلال ما قمت به، ولا أدري والله هل ما قمت به كان خطأ مع أن نيتي كانت طيبة وهو التقدم لخطبتها. لم أشأ أن أخرج عن حدودي وأجرحها إذا تكلمنا عن الأمور الدينية ، مع أنها لم تراع مشاعري وكأنها تقول لي إنها الشخص الذي يقوم بما أمر الله به وأنا لا أقوم بذلك. قلت لها إذا أردت أن تعرفي من أكون اذهبي وأسألي عني في مسجد الرحمن وبالذات إمام الجامع فهو يعرفني تماما. حاولت أن أتعامل معها حسب الطريقة التي تفكر بها وقلت، هل هذا الشيء الوحيد الذي تعلمتيه من الدين، أما عرفت أن الدين يدعو إلى التسامح والرحمة والعفو عن الآخرين إذا أخطؤوا. كما أود أن أقول لكم إنني من شباب صناع الحياة في مدينة شفيلد، ومن الشباب الذين يقومون بالمسابقات والمشاركات في مسجد الرحمن. لدى سؤالان: 1- بالنسبة للعزومة التي كنت ناويا أن أعزمها وذلك لغرض فتح موضوع الخطوبة. 2- الهدية التي اشتريتها لأعبر لها عن مشاعري تجاهها حتى تسهل لي فتح موضوع الخطبة. أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد لما فيه عمل الخير. وأتمنى أن تردوا علي بأسرع وقت .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبارك الله فيك وحقق لك ما تصبو إليه من العلم النافع، وثبتك على التزامك وتمسكك وعلى الخير الذي أنت عليه، وقد أحسنت حين ارتبطت بذلك المركز الإسلامي، وننصحك بتقوية صلتك به، فإنك ما زلت بخير في تلك البلاد ما ارتبطت بجماعة مسلمة وعمل إسلامي، وينبغي لك الرجوع إلى أهل العلم هناك وأهل الصلاح في كل ما يشكل عليك، وننصحك بالزواج إن تيسر لك حتى تأمن على نفسك أسباب الفتنة، وتحصن نفسك من مزالق الشيطان وغوايته، لا سيما في البلاد التي أنت فيها.
وننبهك إلى أنه لا يجوز للمسلم أن يتنازل عن شيء من أحكام دينه، أو يرتكب ما حرم الله بحجة التعايش مع المكان والزمان الذي يعيش فيه.
وأما عن علاقتك بتلك الفتاة فاعلم أن الشباب الملتزم لا يطلب إقامة علاقة للتعارف قبل الزواج، وإنما يطرق البيوت من أبوابها بعد السؤال عن الفتاة وعن أهلها، ثم يخطب خطبة شرعية بعيدة عن الريب والتهمة.
فإذا ما كانت هذه الفتاة التي أعجبتك مرضية الدين والخلق، فيمكنك التقدم إلى أهلها لخطبتها والزواج بها وفق الضوابط الشرعية، فإن وافقوا فهذا المطلوب، وإن لم يوافقوا فلا تشغل بالك بها، وابحث عن غيرها.
وهذه هي أسلم طريقة تتبعها في هذا الموضوع، وراجع الفتاوى التالية: 8757، 10561، 18781.
وأما عن حكم إهدائها فقد سبق أن الهدية من حيث الأصل جائزة ومندوب إليها ولو إلى المرأة الأجنبية لكن بضوابط سبق بيانها في الفتوى رقم: 29146، لكن الإشكال في المناسبة التي أهديت من أجلها هذه الهدية وانظر الفتوى رقم: 33968.
وعن حكم دعوتها إلى المطعم فدعوة الرجل للمرأة لحضور طعام أو العكس لا بأس به من حيث الأصل، وانظر الفتوى رقم: 77440.
لكن ليس على حال يحصل فيه خلوة ونظر محرم، وغير ذلك، مما يقع في مثل هذه الدعوات.
والله أعلم.