مُنتَزَهُ العبَاسِ للمجتلي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
مُنتَزَهُ العبَاسِ للمجتلي | آمنتُ باللهِ وجنَّاته! |
العيشُ فيه ليس في غيرهِ | يا طالبَ العيشِ ولذاته |
قصورُ عزٍّ باذخاتُ الذرى | يودها كسرى مشيداته |
من كل راسي الأصل تحت الثرى | مُحير النجمِ بِذِرواته |
دارتْ على البحرِ سلاليمهُ | فبتن أَطواقاً لِلَبَّاتِه |
مُنتظِماتٌ مائجاتٌ به | مُنمقاتٌ مثلَ لُجَّاتِه |
من الرخامِ الندرِ، لكنها | تُنازعُ الجوهَرَ قيماته |
من عملِ الإنسِ، سوى أنها | تُنسي سليمانَ وجِنَّاته |
والريحُ في أَبوابِه، والجوا | ري مائلاتٌ دون ساحاته |
وغابه منْ سارَ في ظلها | يأتي على البسفورِ غاباته |
بالطولِ والعرضِ تباهي، فذا | وافٍ، وهذا عند غاياته |
والرملُ حالٍ بالضحى مذهبٌ | يُصدِّىء ُ الظلُّ سَبيكاتِه |
وتُرْعة ٌ لو لم تكن حُلوَة ً | أَنْسَتْ لَمَرْتِينَ بُحَيْراتِه |
أَوْ لم تكنْ ثمَّ حياة َ الثرَى | لم تبقِ في الوصفِ لحيَّاته |
وفي فمِ البحرِ لمنْ جاءهُ | لسانُ أرضٍ فاقَ فرضاته |
تَنْحَشِدُ الطَّيْرُ بأَكنافِه | ويَجمعُ الوحشُ جماعاتِه |
من معزٍ وحشية ٍ، إن جرتْ | أَرَتْ من الجرْي نِهاياتِه |
أو وثبتْ فالنجمُ من تحتها | والسورُ في أسرِ أسيراته |
وأرنبٌ كالنملِ إن أحصيتْ | تنبتُ في الرملِ وأبياته |
يعلو بها الصيدُ ويعلو إذا | ما قيْصَرُ أَلقَى حِبالاته |
ومن ظِباءٍ في كِناساتِها | تهيجُ للعاشقِ لوعاته |
والخَيْلُ في الحيِّ عراقِيَّة ٌ | تَحمِي وتُحمَى في بُيوتاته |
غيرٌّ كأيامِ عزيزِ الورى | محجَّلاتٌ مثل أوقاته |