الدستور العثماني
مدة
قراءة القصيدة :
7 دقائق
.
الدستور العثماني | |
رحَّالة َ البَدْو هاموا في فيافيها | ءِ ، وأنت برهانُ العِنايه |
يا فرنسا، تلت أسبابَ السماءْ | وتملَّكتِ مقاليدَ الجِواءُ |
أَو فمُ الحبيبِ، جلا | فهي فِضة ذَهَبُ |
إِذا الآجالُ رجَّت منه لينا | |
علبَ النسرُ على دولته | وتنحى لك عن عرش الهواءُ |
ليت هاجري | وهْيَ تارة ً خَبَبُ |
العفافُ زينتُها | يُشتهَى ، ويُطَّلب |
وكل خيرٍ يلقَّى في أَوامرها | مة ِ ، والصليبَ من الرعايه |
وكيف تنامُ يا عبدَ الحميد | |
وأتتكِ الريحُ تمشي أمة | لكِ - يا بلقيسُ - من أوفى الإماء |
حنُّوا إليها كما حَنّتْ لهم زمناً | |
رُوِّضتْ بعدَ جِماحٍ، وجرتْ | طوعَ سُلطانيْنِ: علمٍ، وذَكاءْ |
علَّ بيننا | واشياً كذب |
لكِ خَيْلٌ بجناحٍ أَشبهت | خَيْلَ جبريلَ لنصرِ الأَنبياء |
أو مفنّداً | والرّعيَّة ُ النُّخَبُ |
المحسنون همُ اللبا | |
مَن لِمدْنَفٍ | دمعه سحب؟ |
فإِن ذلك أَجرى من معاليها | ـغالي وحرمتِه كنايه |
بالأَمس لادي لوثرٍ | بُرُدٍ في البرِّ والبَحْرِ بِطاءْ |
يُبتغى ويُجتذَب | فهْيَ تارة ً مَهَلٌ |
لم تأْلُ جِيرتَها عنايه | فوقَ عُنْق الرِّيحِ، أَو متْنِ العَمَاء |
وما هاب الرُّماة َ مسدِّدينا | |
الأَحمران عن الدم الـ | ولا وراء مداها فيه علياءُ |
رحلة ُ المشرِقِ والمغرِبِ ما | لبثتْ غيرَ صَبَاح وَمَسَاء |
همُ الأَبطالُ في ماضٍ وآتي | |
عندهَ وَصَب | |
ذقتُ صدّه | غيرَ محتسِب |
أَسْدَتْ إِلى أَهل الجنو | لِفريقٍ من بَنيكِ البُسلاء |
وليس مُستعظَماً فضلٌ ، ولا كرمٌ | وحسبُ نفسك إِخلاصٌ يُزكِّيها |
تارة ً ويُقْتَضَب | سيِّدي لها فلَكٌ |
يعادِلُ جَمعُهم منا جنينا | |
ضاقت الأرض بهم ، فاتخذوا | في السَّماوات قبورَ الشهداء |
بُ، وسائرُ الناسِ النفايه | سمراءَ النجمِ في أوج العلاءُ |
خلافة الله في أحضانِ دولتهم | شابَ الزمانُ ، وما شابت نواصيها |
أخجل القُضُب | |
بيْن عَينه | جَنَّة ٌ، هي الأَرَب |
دروعُها تحتمي في النائباتِ بهم | من رمح طاعنِها ، أَو سهمِ راميها |
حُوَّماً فوقَ جبالٍ لم تكن | بَ الجهالة والعَمايه |
أُبْسُطْ جَنَاحَيْكَ اللذيْـ | ولهم ألفُ بساط في الفضاء |
الرأَيُ رأَيُ أميرِ المؤمنين إذا | |
والحربُ للشيطان رايه | رفعة ِ الذكر ، وعلياء الثناء |
ساقي الطِّلا | شربها وجب |
يا نسوراً هبطوا الوادي على | سالِف الحُبِّ، ومَأْثورِ الوَلاء |
لم تكشف النفس لولاه ، ولا بلين | لها سرائر لا تحصى واهواءُ |
هاتها مشت | فوقها الحقب |
دارُكم مصرُ، وفيها قومُكم | مرحباً بالأقربين الكرماء |
تنفثُ الحبب | |
طرتم فيها ، فطارت فرحاص | بأعزِّ الضيفِّ خيرِ النزلاء |
والمعِيَّة ُ النجُبُ | |
ولا استخفَّكَ للذَّاتِ داعيها | |
هُذِّبَتْ ففي | والنُّهودُ هامِدة ٌ |
هَل شجاكم في ثَرى أَهرامِها | ما أرقتمْ من دموع ودماء ؟ |
أين نسرٌ قد تلقَّى قبلكم | عِظة الأَجيالِ من أَعلى بِناء؟ |
إسقها فتى ً | خيرَ مَن شرِب |
لو شهِدتم عصره! أضحى له | عالمُ الأَفلاكِ معقودَ اللواء |
كلما طغى | راضها الحسب |
تكادُ من صُحبة ِ الدنيا وخبرِتها | وجاءَته جنودُك مبطلينا |
مة ِ، والصليبَ من الرعايه | |
علبدينُ أم | في هَوَادجٍ عَجَلاً |
رأَيتَ الحلمَ لما زاد غَرَّا | فلبَّتْه الفيالقُ والأَرادي |
ـغالي وحرمتِه كنايه | فمشى للقبر مجروحَ الإباء |
أخذتْ تاجاً بتاجٍ تأرها | وجَزَتْ من صَلفٍ بالكبرياء |
أَو دوائرٌ دُرَرٌ | |
وتمنَّت لو حَوَت أعظمَه | بين أَبْنَاءِ الشموسِ العُظماء |
فكنّ الموتَ، أَو أَهدى عيونا | عند الرعية ِ من أَسنى أياديها |
وخَشية ُ اللَّهِ أُسٌّ في مبانيها | بُ ، وسائرُ الناسِ النفايه |
أَو كبَاقة ٍ زهْرَا | يرفع الحجُب |
جلَّ شأْنُ الله هادي خَلْقِه | بهُدَى العِلم، ونورِ العلماء |
طارت قناها سروراً عن مراكِزها | تفرّق جمعُهم إِلاَّ بقايا |
أَشرقتْ نوافِذهُ | عند راحة ٍ تعَب |
ومررتِ بالأَسرى ، فكنـ | طلبة ً بها عهد الرجاء |
وزِد الهلالَ من الكرا | كان إحدى مُعجزاتِ القدَماء |
فهْيَ مَرَّة ً صُعُدٌ | تبَّعُ الغَلب |
تغلي بساكنها ضِغناً ونائرة ً | |
نصفه طير ونصفه بشر ! | يا لها إحدى أعاجيب القضاء ! |
ـمة َ، واستبقن البرَّ غايه | وسمها في عروقِ الظلم مشَّاءَ |
السُّراة ُ من | واللُّجَينُ، والذهب |
يسْعِفن رِيّاً، أَو قِرى ً | أَنْفُسَ الشجعانِ قبلَ الجبناء |
وتلقَفُ نارَهم والمطلقينا | |
عُجْمُهُنّ، والعرَبُ | |
مُسرَجٌ في كلّ حين، مُلجَمٌ | كاما العدة ، مرموق الرُّواء |
الظلامُ رَايتُها | وهْيَ بيننا سَلَبٌ |
فسامَرَ الشرَّ في الأجبالِ رائحُها | وصبَّح السهلَ بالعدوانِ غاديها |
كبِسَاطِ الريحِ في القدرة ، أَو | هُدْهُدِ السيرة ِ في صِدق البلاء |
أو كحوتٍ يرتمي الموج به | سابح بين ظهور وخفاء |
والنفسُ مؤذية ٌ من راحَ يؤذيها | |
راكب ما شاء من أطرافه | لا يُرَى من مركب ذي عُدَوَاء |
بين كوكبٍ | ينجلي وينسكِب |
وكم فتحوا الثغورَ بلا تواني | كالبوم يبكي رُبُوعاً عزّ باكيها |
يا أيها اللادي التي | كالعُذْرِ في جنب الجنايه |
عند شادنٍ | سائغٌ ولا سَغَب |
وذَلُّوا في قتال المؤمنينا | |
وترى السُّحبَ به راعدة ً | من حديدٍ جُمعت ، لا من رواء |
من كل مستسبل يرمي بمهجِته | في الهول إِن هي جاشت لا يراعيها |
والهناءُ ما يَهب | أينما ذهب |
حمل الفولاذَ ريشاً، وجرى | في عنانين له : نارٍ ، وماء |
وجَنَاحٍ غيرِ ذي قادِمة ٍ | كجناح النحل مصقولٍ سواء |
يلفتُ الملا | |
يقفان في جنب الدِّما | مسَّهُ صاعقة ٌ من كهرُباء |
يتراءَى كوكباً ذا ذَنَب | فإذا جَدَّ فَسَهما ذا مضاء |
ما كان مُختلفُ الأَديانِ داعية ً | فأَهلاً بالأَوزِّ العائمينا |
فإذا جاز اثريا للثري | جرّ كالطاووس ذيل الخيلاء |
الكتب، والرسل، والأَديان قاطبة ً | وكم باتوا على هَرْج ومَرْجِ |
يملأُ الآفاقَ صوتاً وصدًى | كعزيف الجنّ في الأَرض العَرَاء |
أرسلتْه الأرضُ عنها خبراً | طَنَّ في آذانِ سكَّانِ السماء |
مائجٌ بها لَبَبُ | |
يا شباب الغدِ ، وابناي الفِدى | لكُمُ، أَكْرِمْ وأَعزِز بالفِداء |
آنساً الى | بابُه لِداخِلِهِ |
وأين ماضية ٌ في الظلم ، قاضية ٌ ؟ | واين نافذة ٌ في البغي ، نجلاءُ ؟ |
هل يمد اللهُ لي العيشَ ، عسى | أن أراكم في الفريق السُّعداء ؟ |
وما أُسطولُهم في البحر إِلا | |
وأرى تاجكُمُ فوق السُّها | وأرى عرشكُمُ فوق ذكاء ؟ |
مٌ وإن همُ طَربوا | والحنانُ، والحَدَب |
من رآكم قال : مصرُ استرجعتْ | عزَّها في عهد خوفو و مناء |
لئن غدوتُ إلى الإحسانِ أَصرفها | فإن ذلك أجرى من معاليها |
يَجمعُ المَلا | يُحضِر الغَيَب |
أُمَّة ٌ للخلد ما تبني، إذا | ما بنى الناسُ جميعاً للعَفاء |
والمُدامُ أَكؤُسُها | قبله طرِب |
يا شعبَ عثمانَ من تركِ ومن عربٍ | حيّاكَ مَنْ يبعث الموتى ويُحييها |
تَعْصِمُ الأَجسامَ من عادي البلا | وتقي الآثار من عادي الفناء |
إن أَسأْنا لكُمُ، أَو لم نُسِىء ْ | نحن هلكي ، فلكم طولُ البقاء |
لقينا الفتحَ والنصرَ المبينا | تقدم نحو نارٍ أَي نارِ |
إنما مصرُ إليكمْ وبكمْ | وحُقوقُ البرِّ أَوْلى بالقضاء |
أنت حاتمٌ | ليلة ٌ لسيِّدِنا |
عصركم حرٌّ ، ومستقبلكم | في يمين الله خير الأمناء |
لم تقم على | المَلاَ لها قُطُب |
لا تقولوا : حطَّنا الدّهرُ ، فما | هو إلاَّ من خيالِ الشعراء |
لا تناله الرِّيَب | يا وما نضب |
هل علمتمْ أُمة ً في جَهلها | ظهرتْ في المجد حسناءَ الرِّداء ؟ |
باطِنُ الأُمة ِ من ظاهِرِها | إنما السائلُ مِن لونِ الإناء |
لم يقل جدب | |
فخذوا العلم على أعلامه | واطلبوا الحكمة َ عند الحكماء |
واقرأوا تاريخكم ، واحتفظوا | بفصيح جاءكم من فصحاء |
سٍ انظر النّشب | |
أنزلَ اللهُ على ألسنهم | وحيه في أعصر الوحيِ الوضاء |
ما الخصيبُ؟ ما الـ | ،سحرُ ذو العُبُب |
واحكموا الدنيا بسلطانٍ ، فما | خلقتْ نضرتها للضعفاء |
ذا هو الجنا | |
واطلبوا المجد على الأَرض، فإن | هي ضاقت فاطلبوه في السماء |
خيرُ من دعا | خيرُ من أَدب |
ربَّ مصر، عش | وابلغ الأرب |
يكفلُ الأَميرُ لنا | |
وهْوَ مُشْفِقٌ حَدِب | ـاعر الأرب |
خيرِ منْ خَطب | |
فارسيَّة ً | واكتفى بها الغَيَب |
يستفزُّها نَغَمٌ | عاطِلٌ ومختضِب |