ما بينَ دمعي المسبلِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ما بينَ دمعي المسبلِ | عهدٌ وبينَ ثَرَى عَلي |
عهدُ البقيعِ وساكني | ـه على الحَيا المتهلِّل |
والدَّمعُ مروحَة ُ الحزيـ | ـنِ وراحَة ُ المُتَمَلْمِل |
نمضي، ويلحق من سلا | في الغابرينَ بمَنْ سُلي |
كم مِنْ تُرابٍ بالدمو | عِ على الزمان مبلَّل |
كالقبر ما لم يبلَ في | من العِظام، وما بلي |
ريَّان من مجد يع | ـزُّ على القصور مؤثَّل |
أمستْ جوانبه قر | را للنُّجوم الأفَّل |
وحديثم مسكُ النَّد | يِّ، وعَنْبَرٌ في المحفلِ |
قلْ للنّعيِّ: هتكت دم | ـعَ الصابر المتَجَمِّل |
المُلتقِي الأَحداثَ إنْ | نزلَتْ كأَن لَّم تَنزِل |
حمل الأسى بأبي الفتو | ح علَيَّ ما لمْ أَحمِل |
حتى ذهلتُ، ومن يذق | فقدَ الأحبة ِ يذهل |
فعتبْتُ في رُكن القضا | ءِ على القضاءِ المُنْزَل |
لهفي على ذاك الشبا | بِ وذلك المستقبل |
وعلى المعارف إذ خَلتْ | من ركنها والموئل |
وعلى شمائلَ كالرُّبى | بينَ الصبا والجدول |
وحياءِ وجهٍ كان يُؤ | ثَر عن يَسوعَ المرسَل |
يا راوياً تحتَ الصفيـ | ـحِ من الكرى والجندل |
ومُسرْبلاً حُلَلَ الوزا | رة ِ بات غيرَ مسربل |
ومُوَسداً حُفَرَ الثرى | بعدَ البناءِ الأَطول |
إني التفتُّ إلى الشبا | ب الغابرِ المتمثَّل |
ووقفتُ ما بين المحقَّـ | ـقِ فيه، والمتخيَّل |
فرأَيت أَياماً عَجِلْـ | ـنَ، وليْتَها لَمْ تَعْجَل |
كانت مُوَطَّأَة َ المِها | دِ لنا، عِذاب المنهَل |
ذَهَبتْ كحُلمٍ، بيْدَ أنّ | أنّ الحلمَ لم يتأوَّل |
إذ نحن في ظلِّ الشبا | بِ الوارفِ المتهدِّل |
جاران في دار النوَى | مُتقابلانِ بمنزل |
ن على خمائل مونبلي | |
والدرسُ يجمعني بأفـ | ضلِ طالبٍ ومحصِّل |
ـلِ العلم ما لم يُبذَل | |
غَضَّ الشباب، فكيف كنـ | ـت عن الشبابِ بمعْزِل؟ |
وإذا دعاكَ إلى الهوى | داعي الصَّبا ما لم تحفل |
ولو اطَّلعْتَ على الحيا | ة ِ فعلتَ ما لم يفعل |
لم يَدْرِ إلاَّ الله ما | خَبأَتْ لكَ الدنيا، ولي |
تَجري بنا لمُفتَّح | بينَ الغُيوب ومُقفَل |
حتى تبدَّلْنا، وذا | ك العهدُ لم يَتبدَّل |
هاتيك أيامُ الشبا | بِ المحسنِ المتفضِّل |
منْ فاته ظلُّ الشبيـ | ـبة ِ عاش غير مُظلَّل |
يا راحلاً أَخلَى الديا | رَ وفضله لم يرحل |
تتحملُ الآمالُ إثْـ | ر شبابِه المتحمِّل |
مشتِ الشبيبة ُ جحفلاً | تبكي لواء الجحفل |
انظر سريرَك، هل جرى | فوق الدموعِ الهطَّل |
الله في وطنٍ ضعيـ | ـفِ الركنِ، واهي المعقل |
وأَبٍ وراءَك حُزنُه | لنواك حزنُ المثكل |
يَهَبُ الضِّياعَ العامرا | تِ لمَنْ يردُّ له علي |
ونجيبة ٍ بين العقا | ئل همُّها لا ينسلي |
دخلتْ منازلها المنو | نُ على الجريءِ المشبل |
كسرَتْ جناحَ مُنعَّمٍ | ورمَتْ فؤادَ مُدلَّل |
آلُ الحسينِ بكربلا | في كُربة ٍ لا تنجلي |
خلعَ الشبابَ على القنا | وبذلْتَه لِلمُعْضِل |
من عِلَّة ٍ في مَقتل | |
فاذهب كما ذهبَ الحسيـ | ـنُ إلى الجوارِ الأَفضَل |
فكلاكما زينُ الشبا | بِ بجنة ِ الله العلي |