كلمات عن أهمية الوقت
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
كلمات عن أهمية الوقتأقسمَ الله تعالى بالوقت؛ لأهميته وعظم شأنه؛ فقال: ﴿ وَالْعَصْرِ ﴾ [العصر: 1]، وقال: ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى ﴾ [الليل: 1، 2].
عن أبي بَرْزة الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تزول قدما عبدٍ يومَ القيامة حتى يُسألَ عن عمره فيمَ أفناه، وعن عِلْمِه فيمَ فعل، وعن ماله من أين اكتسبَه؟ وفيمَ أنفقه؟ وعن جسمه فيمَ أبلاه)) [1].
وكان ابن عمر رضي الله عنه يقول: "إذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحتَ فلا تنتظر المساء، وخذ من صحَّتِكَ لمرضك، ومن حياتك لموتك"[2].
والآيات والأحاديث كثيرةٌ مما يدلُّ على أهمية الزمن، وعلى استغلال أوقات الفراغ بما يعود علينا بالنَّفْع، والتزود ليوم المعاد؛ إما بمجاهدة للنفس، أو نفع للغير، أو عمل صالح، ولا ينبغي تضييع الأوقات سدًى في القيل والقال.
حرص العلماء والصالحين على أوقاتهم:
قيل لأحدهم: لماذا لا تزورنا؟ قال: أمسِك الشمس.
عن موسى بن إسماعيل قال: "لو قلت إني ما رأيتُ حماد بن سلمة ضاحكًا لصدقت؛ كان مشغولًا، إما أن يُحدِّث، أو يقرأ، أو يُسبِّح، أو يصلي، قد قسم النهار على ذلك".
وأيضًا: الشيخ ابن باز رحمه الله، فمن شدة حرصه على الوقت وهو في السيارة؛ إما أن يذكر الله عز وجل، أو يقرأ أحدُ طلابه عليه بعضَ الكتب، ويقوم بالتعليق.
وكذلك عندما يكون في دروسه العلمية لا يتوقَّف عن ذكر الله عز وجل، وكذلك عندما يسأله أحد السائلين، ويتوقَّف السائل قليلًا عن الكلام، يبدأ الشيخ بذكر الله عز وجل، وعندما يؤذِّن المؤذِّن يجيب المؤذن ولو كان مشغولًا، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
أولئك قوم عرفوا الطريق ولزموه، وخافوا من هول المطلع والعرض الأكبر، فاستعدُّوا لما في المستقبل.
الوقت كالسيف، إن لم تقطعه قطعك:
فأنفاسك معدودة، وحركاتك مرصودة، فلا يمضي يومٌ إلَّا وأنت متزوِّدٌ بعمل صالح، فالموت يأتي بغتةً بدون مقدِّمات، فماذا أعدَدْنا لذلك اليوم؟ فهذه الحياة مزرعةٌ للآخرة.
فضياع الوقت أشدُّ من الموت؛ لأن الموت يقطعك عن الناس، وضياعُ الوقت يقطعك عن السير إلى الله عز وجل.
وأوقاتنا تضيع بين القيل والقال، وجلسات سهر من غير اغتنام للأوقات، إلا ما رحم الله، فمتى نستدرك أوضاعنا، ونستثمر أوقاتنا.
ومن فضل الله عز وجل ودلائل توفيقه، أن يلهم الرجل استغلال كل ساعة من عمره في العمل والاستجمام من جهدٍ استعدادًا لجهدٍ آخر؛ قال تعالى: ﴿ وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [القصص: 73].
ومن المؤسف من البعض أنهم لا يُبالون بإضاعة أوقاتهم سدًى، ويضمُّون إلى ذلك السطو على أوقات غيرهم؛ ليشغلوهم بالشؤون التافهة.
ومن محافظة الإسلام على الوقت حثُّه على التبكير؛ حيث رغَّب في أن يبدأ المسلم أعمال يومه نشيطًا، طيِّبَ النفس، مُكتملَ العزم، فإن الحرص على الانتفاع من أول اليوم يستتبع الرغبة القوية في ألَّا يضيع سائرهُ سدًى، ويكره السهر الذي يُؤخِّر عن صلاة الصبح، وفي الحديث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ((اللهم بارك لأُمَّتي في بكورها)) [3].
قال الحسن البصري رحمه الله: "أدركت أقوامًا كانوا على أوقاتهم أشدَّ منكم حرصًا على دراهمكم ودنانيركم"، فكيف بزماننا؟! الله المستعان.
[1] رواه الترمذي، وقال الألباني: حديث صحيح.
[2] رواه البخاري.
[3] رواه أبو داود.