عنوان الفتوى : واجب من أرسلت صورها لشخص وتابت وتخشى من أثر فعلها
السؤال
هناك فتاة تسأل أنها كانت تتحدث مع شاب في الجنس عبر الفيس، وكانت ترسل له صورا لها عارية، والآن ندمت على فعلتها، وتابت، وحذفت هذا الشاب من صفحتها، وحذفت حسابها.
هل الصور التي بعثتها له ستكتب عليها سيئات جارية إن كان محتفظا بها؟ وماذا عليها أن تفعل؟
ورغم توبتها دائما تتذكر ما فعلت وتبكي.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنقول ابتداء: إن هذه الفتاة قد سلكت جادة الصواب، وأحسنت فعلا بتوبتها إلى الله تبارك وتعالى، وندمها على ما فعلت، فنسأله سبحانه أن يتقبل توبتها، ويمحو ذنبها، ونرجو أن يكون ذلك درسا لها ولغيرها من الفتيات لتحذر من أن تترك نفسها نهبة لشياطين الإنس؛ لينالوا من دينها وعرضها، فقد قال الله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ.... الآية {النور:21}.
والذي يجب عليها إزالته من آثار المعصية ما كان في مقدورها فعله؛ لأن التكليف منوط بالقدرة، قال الله سبحانه: وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا {المؤمنون:62}، وما لا تستطيع إزالته فليست مكلفة به، ولا يلحقها منه إثم، فقد نص أهل العلم على أن من تاب من ذنب، وبقي أثره تقبل توبته، ومثلوا لذلك بمن نشر بدعة ثم تاب منها.
قال صاحب المراقي:
من تاب بعد أن تعاطى السببا فقد أتى بما عليه وجبــا
وإن بقي فساده كـــمن رجــــع عن بث بدعة عليها يتبع
والله أعلم.