خلقنا للحياة ِ وللمماتِ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
خلقنا للحياة ِ وللمماتِ | ومن هذين كلُّ الحادثاتِ |
ومنْ يولدْ يعش ويمتْ كأن لمْ | يَمُرّ خيالُهُ بالكائنات |
ومَهْدُ المرءِ في أَيدي الروَاقي | كنعش المرءِ بينَ النائحات |
وما سَلِمَ الوليدُ من اشْتكاء | فهل يخلو المعمَّرُ من أَذاة ؟ |
هي الدنيا، قتالٌ نحن فيه | مقاصدُ للحُسام وللقَناة |
وكلُّ الناس مدفوعٌ إليه | كما دفعَ الجبانُ إلى الثباتِ |
نروَّعُ ما نروَّعُ، ثم نرمى | بسهمٍ من يدِ المقدورِ آتي |
صلاة ُ الله يا تمزارُ تجزِي | ثَراكِ عن التِّلاوة ِ والصَّلاة |
وعن تسعين عاماً كنتِ فيها | مثالَ المحسناتِ الفصليات |
بَررتِ المؤمناتِ، فقال كلٌّ: | لعلكِ أنتِ أمُّ المؤمنات |
وكانت في الفضائل باقياتٌ | وأَنتِ اليومَ كلُّ الباقيات |
تبنَّاكِ الملوكُ، وكنتِ منهم | بمنزلة البنين أو البنات |
يظلُّون المناقبَ منكِ شتَّى | ويُؤوُونَ التُّقَى والصالحات |
وما ملكوكِ في سوقٍ، ولكنْ | لدى ظلِّ القنا والمرهفات |
عَنَنْتِ لهم بمُورَة َ بنتَ عشرٍ | وسيفُ الموتِ في هام الكُمَاة ِ |
فكنتِ لهم وللرّحمن صيداً | وواسطة ً لِعقْدِ المسلمات |
تبعتِ محمداً من بعد عيسى | لخيركِ في سنيكِ الأُولَيات |
فكان الوالدان هدى وتقوى | وكان الولدُ هذي المعجزات |
ولو لم تَظْهري في العُرْبِ إلاّ | بأحمدَ كنتِ خيرَ الوالدات |
تجاوزتِ الولائدَ فاخراتٍ | إلى فخر القبائل واللغات |
وأَحكم مَنْ تَحَكَّمَ في يَراعٍ | |
وأَصْوَنِ صائنٍ لأَخيه عِرْضاً | وأحفظِ حافظٍ عهدَ اللدات |
وأَقتلِ قاتلٍ للدَّهرِ خُبْراً | وأَصْبَرِ صابرٍ للغاشيات |
كأني والزمانُ على قتالٍ | مُساجلة ً بميدان الحياة |
أخاف إذا تثاقلت الليالي | وأشفق من خفوف النائبات |
وليس بنافعي حذري، ولكنْ | إباءً أَن أَراها باغِتات |
أَمأْمونٌ من الفَلَكِ العوادي | وبرجلُهُ يَخُطُّ الدائرات؟ |
تأَمَّلْ: هل ترى إلا شِباكاً | من الأَيام حَوْلَكَ مُلْقَيات؟ |
ولو أن الجهاتِ خلقن سبعاً | لكان الموتُ سابعة َ الجهات |
لعاً للنعش، لا حبُّاً، ولكنْ | لأَجْلِكِ يا سماءَ المَكْرُمات |
ولا خانته أَيدي حامِليه | وإن ساروا بصبري والأناة |
فلم أرَ قبله المريخَ ملقى | ولم أسمع بدفن النيرات |
هناكَ وقفتُ أسألكِ إتئاداً | وأُمسِكُ بالصفات وبالصّفاة |
وأنظرُ في ترابكِ، ثم أغضي | كما يُغضِي الأَبِيُّ على القَذاة |
وأَذكر من حياتِك ما تقضَّى | فكان من الغداة إلى الغداة |