فديناهُ منزائرٍ مرتقبْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
فديناهُ منزائرٍ مرتقبْ | بدا للوجودِ بمرأى عجبْ |
تَهُزُّ الجبالَ تَباشيرُهُ | كما هَزَّ عِطفَ الطَّروبِ الطَّرَب |
ويُحْلِي البحارَ بلألائهِ | فمِنَّا الكؤوسُ، ومنه الحبَب |
منارٌ الحزونِ إذا ما إعتلى | منارُ السهولِ إذا ما إنقلب |
أتانا من البحرِ في زورقٍ | لجيناً مجاذيفهُ من ذهب |
فقلنا: سُليمانُ لو لم يَمُتْ | وفرعونٌ لو حملتهُ الشُّهب |
وكِسرَى وما خَمَدتْ نارُه | ويوسُفُ لو أنه لم يشِبْ |
وهيهاتَ! ما توجوا بالسَّنا | ولا عرشهم كان فوقَ السُّحب |
أنافَ على الماءِ ما بينها | وبينَ الجبالِ وشُمِّ الهضب |
فلا هو خافٍ، ولا ظاهرٌ | ولا سافرٌ، لا، ولا مُنتقِب |
وليس بِثَاوٍ، ولا راحلٍ | ولا بالبعيدِ، ولا المقترب |
تَوارَى بِنصفٍ خلالَ السُّحُبْ | ونصفٌ على جبلٍ لم يغب |
يجدِّدها آية ٍ قد خلت | ويذكرُ ميلادَ خيرِ العرب |