خُذوا القمَّة َ علماً وبيانا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
واطلُبوا بالعبقريات المدى | ليس كلُّ الخيلِ يشهدن الرِّهانا |
ابعثو سابقاتٍ نُجُباً | تملأُ المضمارَ معنًى وعِيانا |
وثِبوا للعزِّ من صَهْوَتِها | وخذوا المجدَ عِناناً فعنانا |
لا تُثيبوها على ما قلَّدَتْ | من أَيادٍ، حسداً أَو شَنآنا |
وضئيلٍ من أُساءة ِ الحيِّ لم | يُعْنَ باللحم وبالشحم اختزانا |
ضامرٍ في سفعة ٍ تحسبه | نِضْوَ صحراءَ ارتدى الشمسَ دِهانا |
تنكرُ الأَرضُ عليه جسمَه | واسمُه أعظمُ منها دَوَرانا |
نال عرشَ الطبِّ من امحوتب | وتَلقَّى من يَديَه الصَّوْلَجانا |
يا لأمحوتبَ من مُسْتأْلِهٍ | لم يلد إلا حوريّاً هَجانا |
خاشعاً لله، لم يُزْهَ ، ولم | يُرْهِق النفسَ اغتراراً وافتتانا |
يلمس القدرة لمساً كلّمَا | قلب الموت وجسَّ الحيوانا |
لو يُرى اللهُ بمصباح لمَا | كان إلا العلمَ جلّ الله شانا |
في خلالٍ لفتَتْ زهرَ الرُّبى | وسجايا أَنسَتْ الشَّرْبَ الدِّنانا |
لو أَتاه موجعاً حاسدُه | سَلّ من جنب الحسودِ السرطانا |
خيرُ مَنْ علَّم في القصر ومَن | شقّ عن مُستتِر الداءِ الكِنانا |
كلُّ تعليمٍ نراه ناقصاً | سُلَّمٌ رَثٌّ إذا استعمل خانا |
دَرَكٌ مُستحدَثٌ من دَرَجٍ | ومن الرِّفعة ما حطَّ الدخانا |
لا عدمنا للسيوطيِّ يداً | خُلقَتْ للفتْقِ والرتْقِ بَنانا |
تُصْرِف المِشْرَطَ للبُرْءِ كمَا | صرف الرّمحُ إلى النصر السنانا |
مَدّها كالأَجل المبسوطِ في | طلب البُرْءِ اجتهاداً وافتنانا |
تجد الفولاذَ فيها محسناً | أَخذ الرفقَ عليها واللَّيانا |
يدُ "إبراهيمَ لو جئتَ لها | يذبيح الطيرِ عاد الطيرانا |
لم تَخِطْ للناس يوماً كفناً | إِنمَا خاطت بقاءً وكِيانا |
ولقد يُؤْسَى ذوو الجرحى بها | من جراح الدهر، أَو يُشْفَى الحزانى |
نَبغَ الجيلُ على مِشْرطها | في كفاح الموتِ ضرباً وطِعانا |
لو أَتت قبل نضوج الطبِّ ما | وَجَدَ التنويمُ عوناً فاستعانا |
يا طِرازاً يبعث اللهُ به | في نواحِي مُلْكهِ آناً فآنا |
من رجالٍ خُلقوا ألوية ً | ونجوماً ، وغيوثاً، ورعانا |
قادة الناسِ وإن لم يقربوا | طَبَعَاتِ الهندِ والسُّمْرَ اللِّدانا |
وغذاء الجيلِ فالجيلِ وإن | نَسيَ الأجيال كالطفل اللِّبانا |
وهمُ الأَبطالُ كانت حربُهم | منذ شنُّوها على الجهل عَوانا |
يا أخي ـ والذخرُ في الدنيا أَخٌ ـ | حاضرُ الخيرِ على الخير أَعانا |
لك عند ابْنِيَ ـ أَو عندي ـ يدٌ | لستُ آلوها ادكاراً وصِيانا |
حَسُنَتْ منّي ومنه موقعاً | فجعلنا حِرْزها الشكرَ الحُسانا |
هل ترى أنت؟ فإني لم أجدْ | كجميلِ الصُّنعِ بالشكر اقترانا |
وإذا الدنيا خلَتْ من خيِّرٍ | وخَلَتْ من شاكر هانت هَوانا |
دفع الله «حُسَيْناً» في يدٍ | كيد الأَلطافِ رِفْقاً واحتضانا |
لو تناولتُ الذي قد لمستْ | منه ما زدْتُ حِذاراً وحَنانا |
جرحُه كان بقلبي، يا أَباً | لا أُنَبَّيه بجُرُحِي كيف كانا؟ |
لطف اللهُ فعوفينا معاً | وارتهنّا لكَ بالشكر لسانا |