أيها القلبُ يناجى البؤسَ في وادي العناءْ |
فخُطى الأيام إعصارٌ تمَطَّى في السماءْ |
رُبَّ آمالٍ سنيناً شيدوها للهناءْ |
فَسَطا يومٌ ..وراحَ البُومُ يحكى ما البناءْ |
وَهَوى جذعُ الأمانى قبله طَارَ اللِحاءْ |
يا فؤادي لا تماري أَنتَ تغفوْ في الهواءْ |
فإذا الدنيا تَوارى عن روابيها الضياءْ |
وأتى ليلٌ شديدُ الهولِ يحبو في المَسَاءْ |
فهو يدحُو في فضاكَ الرحبِ إكسير الشقاءْ |
وهو يَجنى كلَّ معنىً لحبورٍ في ازدراءْ |
وهْوَ يقصى من على هامِكَ إكليلَ الصفاءْ |
فاْطَّرحْ يا قلبُ همَّاً وانْتَشِى باقى الذُّماءْ |
ثم غَرِّدْ في روابى الكونِ واسبحْ في الفضاءْ |
وإذاخطبٌ رهيبٌ لا يبالى كيفَ جاءْ |
وإذا يومٌ عصيبُ الوقعِ أمضته السماءْ |
وإذا مادَ الفضاءُ الرحبُ يغشاه البلاءْ |
ورأيت الدربَ يعدُو يا فؤادي في الدماءْ |
ويك قلبي لا تبالي وانثني نحو الرجاءْ |
وارنُ وادنُ من خطوبِ الكونِ فانثرها هباءْ |
كن خطيباً في نواصي الكونِ في بحرِ السناءْ |
واتلُ نهجاً للأنامِ من تشاريع المَضاءْ |
إنما للطهرِ قَوْمِى عَمَّرالكونَ الضياءْ |