أبت نفسِي الأبِيّة أن تُضاما
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أبت نفسِي الأبِيّة أن تُضاما | ولو حمّلتها أعلى شماما |
فأوردها المكاره وهي عطشى | وأصدرها ولم تُطف الأُواما |
غدا بدر السماء لها نديماً | يدير لها نجوم الليل جاما |
تحلت بالتواضع وهي تبني | لها في هامة الجوزا مقاما |
تعاف حلى الحياة على الدَنايا | وتطلب في العلى الموت الزؤاما |
ولي حلم يُعيد النار برداً | وعزم يترك الماء اضطراما |
ومعوُّج الأمور فما تجلت | عليه حكمتي إلا استقاما |
أراعي النجم سهراناً بطرف | ومن يرعى العُلا يأبى المناما |
ولي صدر به علم غزير | كأن البحر يلتطم التطاما |
إذا ما المشكلات علا دجاها | فلا عجب إذا كشف الظلاما |
وللسر المصون مقام صدق | بقلبي لا أفضُّ له ختاما |
غيور للمَحارم لستُ أرضى | لها في حقها إلا احتراما |
أغار من النسيم بها مروراً | ومن طيف الخيال بها لِماما |
أرى الدنيا وإن جلَّت ببغض | ولم أر مالها إلا حطاما |
وكيف يضِنّ بالدنيا لبيب | أبت إلاَّ ذهاباً وانصراما |
أأقصرُ عن مدى كرم وفضل | وآبائي ملوك لن تُسامى |
فهبني في مقامات المعالي | هماماً أو حساماً أو غماما |
لنا الفضل الذي ساوى البرايا | لنا الفضل الذي ساد الأناما |
دعَونا دهرنا فأجاب سمعاً | وطوعاً قد غدوتُ لكم غلاما |
إلى أبوابنا تغدو البرايا | وتحدى العيس مرسلة هُياما |
نراهم حولها قعدوا جلوساً | وآونة بها وقفوا قياما |
إذا دخلوا رأوا بحراً فراتاً | وإن رحلوا روا سيلاً سِجاما |
لنا في الذروة القِدح المعلى | وأفعال الجميل لنا تماما |