عنوان الفتوى : أثر الدعاء في تغيير القدر في الموت
هل الدعاء يغير القدر في الموت؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالعمر كالرزق، وسائر ما يحصل للمرء: أمور مقدرة سلفا، فكما أن للدعاء أثرا في تحصيل الخير، وجلب الرزق، فكذلك له أثر في نسأ الأجل وإطالته.
ثم الدعاء نفسه من جملة القدر المكتوب سلفا، وأثره يوافق ما في اللوح المحفوظ، وعلم الله الأزلي، وقضائه المبرم! فإن قضاء الله تعالى نوعان:
- قضاء مبرم، وهو القدر الأزلي، وهذا لا يغيره شيء.
قال الإمام النووي: إن الآجال والأرزاق مقدرة، لا تتغير عما قدره الله، وعلمه في الأزل، فيستحيل زيادتها، ونقصها حقيقة عن ذلك. اهـ.
- وقضاء معلق، وهو الذي في الصحف التي في أيدي الملائكة، فإنه يقال: اكتبوا عمر فلان إن دعا كذا، وإلا فكذا! وفي علم الله وقدره الأزلي أنه سيدعو أو لا يدعو. فهذا النوع من القضاء المعلق هو الذي يتغير بالدعاء.
وراجعي في تفصيل ذلك الفتاوى: 54532، 241588، 16122، 265666.
والله أعلم.