بي من هو الزوْراء وجد قائمُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
بي من هو الزوْراء وجد قائمُ | وحشى يذوب ودمع عينٍ ساجمُ |
من ذا يفطّرُ مهجتي بندى شذا | من أرضها يوماً فإِنيّ صائمُ |
من ذا يَبُلُّ صدى الحشى ويجُيبُه | فوجيبه بعد بعد الأحبة دائمُ |
ومتى تمرُّ بيَ المسرَّة مرةً | ومتى يكون لجمع شملي ناظمُ |
أتروقُ لي بعد الأحبة عيشة | كلاَّ وهم صفوي ودهري الناعمُ |
ويلذ لي صبري وليس تكلفاً | والشوق للصبر المشيَّد هادمُ |
إن كان جعفر دمع عيني صادقاً | فيهم فإِني اليوم موسى الكاظمُ |
ولئن أكن أهوى بديع جمالهم | أبداً ففيهم لم يلمني لائمُ |
صار النواظر والبصائر حسنهم | فإليهمُ كل الجوارح خادمُ |
ياهل درى الأحباب حالي عاطلاً | وإذا رأوا حالي فهل لي راحمُ |
وإذا رأوا حالي عفا وهم الشفا | فمع الصفا الإِحياء منهم لازمُ |
كبِدٌ مصدَّعة وجسمٌ ناحلٌ | ويد مسنَّدة وقلبٌ هائمُ |
ولقد علمتُ بأنَّ ليلي بعدهم | سهرٌ وليلهمُ المنعم نائمُ |
أهوى الجمال وأشتهيه وربما | يهوى الفتى وهو البلاء القادمُ |
وأخو الهوى متلذذ متنغص | والحبُ منه مغارم ومغانمُ |
وتخلص الانسان من شرك الهوى | أعلى له وهواه ذلٌّ راغمُ |
أمَّا أنا المضنى فحُبّي كله | بهمُ عُلاً وإلى العَلاء معالمُ |
ولقد تناثر في الورى درر العُلا | من سلكه والشهم باشا الناظمُ |
المرشد الجاري على سنن الهُدى | في الناس والإِرشاد حق لازمُ |
والمنجح الآمال وهي كثيرة | والمصلح الأحول وهي عظائمُ |
والجامع البركات وهو مفيضها | والمانعُ الحرمات وهو الحازمُ |
قد جرَّد السُّلطان منه صارماً | يُبري وما كلُّ المجرَّد صَارمُ |
بغداد أصبحَ حالُها مُستدرَكاً | بالخير لْم لا وهو فيها الحاكمُ |
ماست به طرَباً فقام بحفظها | في العز إذ هو سيفها والقائمُ |
للمجتدي متبرع للمهتدي | متواضع للمعتدي متعَاظمُ |
جمع العُلا إذ لا أبو دلف لَها | ومضى لبذل المال وهو القاسمُ |
يشفي الجراح من الخصاصة بالندى | إنَّ الدراهم للجروح مراهمُ |
فضح البحور وموجُها متلاطم | وأتى الحروب ونصلهُا متصادمُ |
وأقام في هذا وهذا ثابتاً | والموت أحمر وهو فرد باسمُ |
لا زال يرتع في رياض شجاعة | وسماحة ومن الرياض مكارمُ |
روضٌ يُغرِّد فيه بلبل مدحتي | والصادح الشادي به والباغمُ |
قد شاد فاتحة الثغور إلى المدى | هي للأنام وللأديب بواسمُ |
أقبلتُ أستهدي الفؤاد دراية | أهدي المديح وللقريض مواسمُ |
أهدِي النظام إلى الهمام فمالَه | يهدى إليه النظم وهو الناظمُ |
فإليك يا غوث الديار تحية | بالشعر يزجيها الصفاء الراقمُ |
فامنن عليها بالقبول فإنهَّا | نفحت يعثرها الحياء العالمُ |
وأبسطْ ومُدَّ فإن دهرك صالح | واربع وجد فإِنَّ عمرك سَالمُ |
والفَصُّ أنت بدا بأنملةِ العُلا | فزهتْ وإنك للمكارِم خاتمُ |