مَنِ الطارق المصغي إلينا ولا ندري
دَعُوا الصب في حلو الغرام ومره" "فإن عدول الحسن قامت بعذره | |
لقد أفصحت عيناه عن فرط ضُرِّه" "وأفصح من عين المحب لسِرّه | |
ولا سيما إن أطلقت عبرة تجري | |
ومَجْهَلةٍ باشرت بالعزم هولها" "لمحبوبة حتى توسطت حولها | |
شكوت إليها طُول هجري وطَولها" "وما أنْسَ مِ الأشياءِ لا أنسَ قولها | |
لجاراتها ما أوسع الحب بالحرِّ | |
تقول ألا ميلوا بنا عن طريقنا" "ولا بأس أن نسري دجىً برفيقنا | |
فبالحسن منا صار بعضَ رقيقنا" "فقالت لها الأخرى فما لصديقنا | |
معنّىً وهل في قتله لك من عذرِ | |
سرى حبُّه إياكِ في اللحم والدِّم" "وشاع هواهُ بين عُرٍبٍ وأعجم | |
ومات اشتياقاً في الجمال المنعَّم" "صليه فإنَّ الوصل يحييه فاعلم | |
بأن أسير الحب في أعظم الأسرِ | |
متى صح هذا الصب فيك متيما" "وكابد أيقاظاً إليك ونُوَّما | |
فضيفكم من حقه أن يكرَّما" "فقالت أذود الناس عنه وقلما | |
يطيب الهوى إلا لمنتهك السترِ | |
تطارحتا كأس الحديث ومالتا" "وأثرتا في لب قلبي ونالتا | |
قد ظنّتا أن لستُ أصغي وخالتا" "وأيقنتا إني سمعتُ فقالتا | |
مَنِ الطارق المصغي إلينا ولا ندري | |
وكنت كمثل الصقر خرَّ من الهوا | يراصد صيداً يشتفيه من الطوى |
وأعلنتا من ذا الذي أزعج الجوى | فقلتُ فتىً إن شئتما كتم الهوى |
وإلا فخَلاّع الأعِنّة والعُذْرِ | |
أخو الوجد أعطته الصبابة حبلها | وقادته حتى عَرَّفته محلها |
فجاء وأولته السعادة وصلها | على أنه يشكو ظَلوماً وبخلها |
عليه بتسليم البشاشة والبشرِ | |
ومذ قالتا لي أنت خير مصدَّقِ | فلا زلتُ أسمو في الأنام وأرتقي |
بمدحِ فتىً يزري بغازي بن أرتقِ | فإني له أهديت جوهر منطقي |
ومن مثل تيمور على نُوَبِ الدهرِ |