غصن التَصَبُّرِ من طول الجفا يَبِسَا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
غصن التَصَبُّرِ من طول الجفا يَبِسَا | والقلب من وصل ذاك الظبي ما يئسا |
يا خائفاً من رقيب أن يعود ضحَىً | لا بأس بالفرع صبحاً جئت أو غلسا |
قد زاد ليلاً ونارُ الخد مؤنسة | فجئتُ أطلب منه للهدى قبَسا |
أتيته لَعسى أشكو جنايته | وأجتنيِ من مجاني ثغره لَعَسا |
لمَّا التقينا تعانقنا مصافحة | وصار كل يباري لوعة وأسى |
فكدت أغْرِقُه أو كدتُ أَحْرِقُه | من عبرتي أدمعاً أو لبتي نَفَسَا |
وكاد يشربني شوقاً ويلبسني | طوقاً وكل بنفس الآخر التبسا |
وما قصدتُ لذكر الظبي من ذكر | حاشا لمثلي من أن يقرب النجِسا |
لكن كنيت به عن ذكر غانية | لها أَديم بعين الشمس قد غمسا |
فكل ليلاتنا كانت بها زهراً | وكل أيامنا كانَت بها عرسا |
قالت وقد سرِتُ عنها وهي باكية | أَما تعود إلينا بعد قلت عسى |
كأنَّ نور محياها وقد عرضَتْ | سيفُ الهمام أبي سابور إذ عبسا |
كأنما الفضل بحر لا سبيل له | جرياً ولما تدلّى كفه انبجسا |
كأنَّ في السحب من كفيه أنملة | وجوده لم يزل أن قطره احتبسَا |
شريف أصل كريم الجد والأب لا | ترى بمنصِبه أو ثوبِه دنَسا |
يُبيّض الوجهَ بالآمال يدرِكها | ولو نأت بأقاصي الأرض لا لتَمسا |
مؤهَّل للعُلا جارٍ بقالَبها | عرفتُه ملكاً إن قام أو جلسا |
هذي يتيمة عِقدٍ من مدائحِكم | من خادم برياض الودّ قد غرسا |
فانظر إليها بعين الستر محتملاً | فمن تصدّى لكم بالمدح ما بُخِسا |
لك الهناء بهذا العُرس يتبعه | خير من الله يأتي بكرةً ومَسَا |