أنا الذي لم أحُل عن حبه طرباً
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أنا الذي لم أحُل عن حبه طرباً" | "نأى الحبيبُ إذا ما شاء أو قرُبا |
وليس لي عنه صبر في تباعده" | "لكن اصبّر نفسي في الهوى أدبا |
يا من جميعيَ مشغول بخدمته" | "أرحمْ لُجَيْنَ جدموعٍ فيكم ذهبا |
لم يقضِ لي الدهر أن ألقى بكم فرحاً" | "لكن قضى لي أن أشقى بكم تعبا |
يا نازحين عن المضنَى ولا سبب" | "عطفاً علينا كما شئتم ولا سببا |
وإن عطفتم على المضنى وإن تك عا" | "دات الحبيب الجفا شاهدتم العجبا |
شاهدتم أعيناً فرحى وألسنةً" | "فصحى وأفئدة جرحى بجسم هَبَا |
والأمر إنْ ضاق فلتطلب له فرجاً" | "والعمرُ إن فات لم ندرك له طلبا |
والدهرُ لم يُبْقِ حالاً إن أسا حُقباً" | "في أهله عاد في إحسَانه حقبا |
والصبر أجمل للنفس التي عرفت" | "طعم التجارب مرّاً كان أو ضَرَبا |
وإنني اليوم راضٍ عنه في سفري" | "إن كان قصدي سعيداً مكرم الأدبا |
السيد الشهم من زادت مكارمه" | "على ندى السحب حين انهلَّ وانسكبا |
والفرق بينهما كالشمس متَضح" | "ذا يمطر الما وهذا يمطر الذهبا |
مبارك الوجه ميمونٌ مَطالعه" | "أغرُّ أبلج مثل السيف ملتهبا |
مؤيد المجد تنميه غطارفه" | "صِيدٌ يمانون قاداتُ الورى نُجُبا |
الباسم الثغر في يومَيْ وغىً وندىً" | "وباسط الفضل لا تلقاه محتجبا |
إذا سخا قسَّم الأموال مكرمة" | "وإن سطا قسَّم الآجال منتهبا |
عرفته ملكاً تبدو جلالته" | "إذا مشى في بساط الأرض أو ركبا |
كأنه فوق ظهر الخيل مستوياً" | "وقد حوى السبق بدرٌ خالط السُّحبا |
تواضعت نفسه حلماً ومقدرة" | "وقدره في العلا يعلو السُّها رتبا |
قد زرته وهو سيف الحزم مرتدياً" | "بالعزم يُغمِد سيفاً كان في حلبا |
فلم يزل من لقاه القلبُ مبتهجاً" | "ولم أكن في حماه الرحب مغتربا |
فحدثتنيَ نفسي أن أصوغ لهَا" | "من جوهر الشعر ما يهدى له العجبا |
لا زال أهلاً لإهداء المديح ولا" | "يزال للفضل والمعروف مصطحبا |
ولم يزل بأبيه الشهم مقتدياً" | "في المكرمات إذا عدَّ الملوك أبا |
السيد العارف إبراهيم من سطعت" | "صفاته الغر حتى بارت الشهبا |
كسا الحجى أرَباً أحيا الدجى طلبا" | "شاد العلا حسباً ساد الملوك سبا |
ولم يزل شبله بالفضل مقتدياً" | "بالمجد مرتفعاً للعدل منتصبا |
ولم يزل أحمد المحمود طلعته" | "للحمد والذكر للعلياء مكتسبا |