رفرفت بالنصر أعلام الرَشدْ
مدة
قراءة القصيدة :
11 دقائق
.
رفرفت بالنصر أعلام الرَشدْ" | " فهنيئاً للعُلا في ذي الجُدَدْ |
قرَع الأقلامَ صدراً للعُلا" | " فغدا باليُمن مفتوحَ السُّدَد |
دُرْ كذا يا دهر إن درت فقد" | " هزَّتِ الأفراحُ أعطاف البَلَدْ |
ولهذا الدهر كَفّانِ فذي" | " تُكْمِد الأحشا وذي تُطفي الكمدْ |
أيُّ قوم ثبتوا في جمعهم" | " غِبطةً إلاّ وقد راحُوا بَدَدْ |
كيف يلتذ بملك الدهر من" | " هو والملكُ جميعاً يُفتقَدْ |
إنَّ للدهر لألوانا فما أبي" | " ضَ في يومك يسودُّ بغَدْ |
والفتى في تعب من دهره" | " من يعش يلقَ من الدهر النكدْ |
غرّة الدنيا فلا يعرفها" | " صادق إلا الذي فيها زهدْ |
إنَّ سجنَ المؤمن الدنيا وقد" | " خُلقَ الانسان منها في كَبَد |
من يُرِدْ أوسعَ عيش صافياً" | " فعلى نهر رضا المولى يَرِدْ |
ولَعمري إنما الرّبحِ لمن" | " ترك الفانيَ واستبقى الأبدْ |
كلهُّم للرزق ذو كدح فذا" | " جاءه عفواً وهذاك بكَدّ |
والذي في اللوح باقٍ والذي" | " قضتِ الأقدار حكمٌ لا يُردّ |
وحظوظ الناس شتّى منهم" | " من إذا استيقظ للعَليا رَقَدْ |
ومن الناس الذي قوّمه" | " حظه عوناً إذا الجسم قَعَدْ |
إنما الحظ لمن لو شاء من" | " بِدَرِ الأنجُم دُرّاً لانتقَدْ |
وكمال الحظ نادى إنني" | " لابن تركي خادمٌ أين اعتمدْ |
ملك أبلجُ ميمون اللقا" | " عامر المنهج موصول المَدَدْ |
ذو عطاً أطيب من قطر السَّما" | " وسُطاً أهيبُ من زأْر الأسَدْ |
يا معاشَ الناس في نعمته" | " أنت مثلُ الروح والناسُ الجسَدْ |
لم يزل فضلك صنفين فذا" | " غارَ في الأرض وهذا قد نَجَدْ |
واستبحت المجد بالسبق لهُ" | " ويُباح الشيء لم تملكه يَدْ |
خَطب المجد على منبره" | " لستُ أرضى غيرك اليوم أحَدْ |
من بَني سلطان سادات الورى" | " فضلهُم عَمَّ الروابي والوِهَدْ |
فهوَ الغيث إذا ضَنَّ الحيَا" | " وهو الملحُ إذا الدهر فسدْ |
وَسِع الناسَ عطاءً وسُطا" | " فهو إن أوعد أوفى أو وعدْ |
وَضع كلٍّ حَسَنٌ في بابه" | " وإذا خالف فهو المنتقَدْ |
غير إنَّ الحلم موسوم به" | " وبه بين السلاطين انفردْ |
ساسَ أمر الملك بالحِذق" | " وبالله قد دافع عنه كل ضِدّ |
جردتْ خبرته سيفاً له" | " صارماً لم يتثلَّم منه حَدّ |
ذلك الوالي سليمان الذي" | " دوّخ الأرض بَعدٍّ وعُددْ |
جدَّ في الدولة فاجتاح المنى" | " وكذا من جدَّ في الشيء وَجَدْ |
رُعبت منه شياطينُ القُرى" | " كابن داود الذي شَدَّ ومَدّ |
في عُمانٍ لم يَدَع طائفةً" | " كابرتْ سلطانَها إلا وشَدّ |
سحبت حْمِير أذيالَ العُلا" | " فغدت تمتدُّ في كل بلدْ |
أسلفوا العِزّ وأعلوا هامَهُ" | " فحَوَوْهُ بطَريفٍ وتَلَدْ |
ورِثوا أرديةَ العَلياء عن" | " كُبَراءٍ عن شديد عن أشدَ |
ولقد كانوا ملوكاً بسَبا" | " وبصنعاءَ وطالوا في سَمَدْ |
ثم حاز الملكَ نبهان الذي" | " حلَّ في ملك عُمان وعَقَدْ |
نزلوا بالجبل الأخضر من" | " عِزّهم أمنعَ من بُرج الأسَدْ |
جبلٌ ممتلئ الخير لهُ" | " شرف طار وللنجم صعدْ |
كيف أهجو حِمْيراً وهي التي" | " حازت المجد بِجِدٍّ وبجَدّ |
غيرَ أني ذاكِرٌ أسبابَ مَا" | " بذروا من حَبِهّمُ حتى انحصدْ |
استطالوا يومهم أمناً ولم" | " يشكروا المولى على العيش الرَغَدْ |
نشروا الظلم وبثوا جَورهم" | " في البرايا وتعدَّوا كل حَدّ |
إن أتت قافلةٌ من بلد" | " نهبُوها كسراحين الجَرَدْ |
تَجَرُوا بالحُرّ بيعاً والرِّبا" | " ولَبيعُ الحُرِّ مِن ذاكَ أشَدّ |
كثر الجَورُ وقلَّ العدلُ من" | " أمراءٍ خرّبوا سُبْل الرَشَدْ |
أفسدوا مذ فسدوا جهراً ولا" | " يَصلح الفرع إذا الأصل فسدْ |
وإذا أُتْخِم بَطنُ المرء من" | " قلّةِ الأكل فمن ضَعف المِعَدْ |
ما كفاهُم ما جرى حتى عَدَوْا" | " لحِمى من لا يكافوهُ بَردّ |
إنني الكُفْءُ لأقراني ولا" | " قِبَلٌ لي بمعاداة الأسَدْ |
وإذا كلفني حرباً ولا" | " ذنبَ لي لاقيته خِلْوَ الخَلَدْ |
فدعاهم مَلِكُ العصر إلى" | " أن يؤدّوا ما عليهم قد وَكَدْ |
لم يُرِد حربهم عمداً إذا" | " أذعنوا للحق واختاروا السَّدَدْ |
فاستخفوا أمرهُ وامتلؤوا" | " أنَفَةً منهُ وكلٌّ قد جحدْ |
هزَّهم بأسُ نزاري إذا" | " بردت نار الخصومات اتّقَدْ |
غَرّهم عِزّهُم فاستكبرُوا" | " فكساهم بغيُهم ذلَّ الأبَدْ |
لو أطاعوا عُلَماهُم ثبتوا" | " لكن السَّابقُ فيهم لا يُردّ |
هل إلى العالم من مستمع" | " لا يُرى للعَالِم اليوم مَوَدّ |
جرَّد السلطانُ فيهم صارماً" | " من سُليمان إذا هزَّ قصَدْ |
جاء في عَبْس صناديد الورى" | " صُدُق النجدة أربابِ الجَلَدْ |
قُطُب الحرب مغاليق البَلا" | " ومفاتيح الخبايا والسُّدَدْ |
وضعوا الحربَ وشَبُّوا نارها" | " وبها بَرُّوا وودُّوا ما تَودّ |
فإذا هاجت دعتهم وَلَداً" | " يا لَها والدة تدعو الوَلَدْ |
هل لعبسٍ غير ذُبيان أخٌ" | " وبذبيان عُلا عَبْس صعدْ |
والخليلي بعبس سابق" | " كالكُمَيت المتحدِّي في أسَدْ |
كفُّهُ هامٍ وأمَّا سيفه" | " فهو ظامٍ يبتغي نهر الكَبدْ |
فاستقلوا كبروق خَطِفت" | " أو كشُهْبِ الرجم تهوِي للرصَدْ |
لبِسُوا لأمةَ صبرِ للبَلا" | " وبهم من محكم البأس زَرَدْ |
علمُوا إنَّ النزار احتجبت" | " بأسُود لم يقاومها أحَدْ |
إنَّ في حَدِّ ريام شوكةً" | " منهم اليومَ فإن تَنْبُ انخمدْ |
فمضَوا كالطيرِ والوالي على" | " مُقْدِم الجيش كريبالٍ وردْ |
فأتوا إزكي بَغياً شَمخت" | " سكن الجورُ عليها ووَلَدْ |
وبها للملكِ الحصنُ به" | " ذلكَ الشهم سعود بن حمدْ |
ورث السطوة والسؤدد من" | " جده بعد أبيهِ واتحدْ |
فتعلَّوا في رواسيها ومَا" | " راعهم دفعٌ من الخصم الألَدّ |
ضربَ اللهُ على ألبابهم" | " طابعَ الخِذلان إذ كلٌّ عَنَدْ |
وسُليمان على جبهتها" | " شيَّد الأركان قهراً وَوطَدْ |
مَلأ الملكيّ كبساً فغدَا" | " صدره ينفث بالضيق الثَمَدْ |
شدهم حصراً فكم من بارز" | " غاله قتلاً ولم يخشَ القَوَدْ |
ضيَّق الدُنيا عليهم ما أتوا" | " بلداً إلا قَرَاهم بالصَّفَدْ |
مثل ما جنّب طيب العيش عن" | " داره ذاك الجنيبي فبعدْ |
والنزار اليوم مذ ضاعت فشا" | " كلُّ ضعف في ريامٍ واطّردْ |
وتنوف ربحت عيشتها" | " باهتدَا صاحبها الرأيَ الأسَدّ |
صالحَ السلطانَ فاعْتَزّ وما" | " كاد يختلّ ومن كاد يُكَدْ |
أخذ المنصوصَ بالرُشْد ومن" | " صادم المنصوص بالدعوى يُرَدّ |
هدأت إزكي وشاعت خبَراً" | " وغدت نزوى كحُبلى بَولَدْ |
أوقد الوالي بها نار الوغى" | " وبإزكي نار حرب تتّقدْ |
قام للحرب بنزوى ذِمْرُها" | " ذلك الصنديد سيف بن حمدْ |
بطل من شدة البأس فاستوى" | " ولها حكماً إلى الردّة ردّ |
أيّدته عصبة الاسلام من" | " حكَمٍ أهل المعالي والرفَدْ |
رُجَّح الألباب قُوَّاد الوغى" | " وضّح الأحساب ورّاد الشدد |
عرفوا الحرب وأدّوا حقها" | " وقضوها مِلْءَ مكيالٍ ومُدّ |
وبهم من أهل نزوى عصبة" | " تَرِد الموت إذا الموت وَرَدْ |
قادهم سيف بماضٍ كاسمه" | " لا لَهُ عن أرؤس الخصم مردّ |
حكَّم السيف عليهم عادلاً" | " وبحكم السيف تقويم الأوَدْ |
واستماج الجيش بحراً زاخراً" | " وغدا يقذف بالنبل الزَبدْ |
فتلقت سمد طُوفَانَه" | " برجال قابلتهم مِثل سَدّ |
لهمُ كَرّاتُ صدقٍ في العِدَا" | " منهم قد أخذ الكرَّ الأسَدْ |
وبهم حمدان محمود اللقا" | " من سُليمان ونبهانَ استمدّ |
فالتقى الجمعَان ثم افترقا" | " إذ علا بينهُم بالصُّمع حَدّ |
غيَّمت بالنَّفْع أرجاءُ الوغى" | " وهَمَى صوبُ الدِّما حتى وكدْ |
فإذا برق الظُّبا لاح بدا" | " سائِق الصمع شديداً فَرعدْ |
وغدت رمداءَ عينُ الشمس من" | " رَهَج الجيش وما فيها رمَدْ |
كم مُجَلٍّ ومُصَلٍّ خرَّ في" | " معرك الصُّمْع صريعاً فسَجَدْ |
فرأت حِمْيرُ أَنْ حلَّ القَضَا" | " فيهم مما جنوا والأمر جِدّ |
فتخلّوا عن صَياصيهم ومن" | " غالبَ الغالبَ يُغلَبْ ويُرَدّ |
وعلى البيتِ رأوا تسليطهم" | " راحةً بيتِ السّليط المستندْ |
حَمِدَ البركة حمدان متى" | " سمدٌ زُفّت لسلطان البلدْ |
نادتِ العلياءُ في ذروتها" | " بارك الله لِنزوى في سمدْ |
ولسان الحال نادى بشِّروا" | " سمداً بالخير والعيشَ الرَغَدْ |
ويَراعي طاب جرياً في الهَنا" | " قلْت أرِخّ فَتحها خير يُودّ |
لم يزل دارسُها ضدَّ اسمه" | " من بِحار الله فيضاً مستمدَ |
أيُّها السلطان شكراً للذي" | " خصَّك المولى وفي عمرك مَدّ |
وهنيئاً لك بالفتح الذي" | " لم تزل تعتاده طولَ الأمَدْ |
هل مَحَضْتَ الوُدّ فضلاً للذي" | " مَحَض الفِكر وحَلاّك الزُّبَدْ |
عَتَبَ السلطان في صَمْتي ولم" | " أتفرّسْ لمدى هذا المَدَدْ |
قلتُ سوقُ الشعراء كاسِدٌ" | " والأديب اليومَ ممضوض الكَبِدْ |
يُخرج الجوهرَ من لُجَّتِه" | " وإذا ما سامهُ بيعاً كَسَدْ |
وإذا لم يُبْدِه من لُجِّه" | " أجَّجت فكرتَه نارُ الكَمَدْ |
وإذا ما تُليت آياته" | " محكماتٍ عَابَها من لا يُعَدّ |
كل غَمر ليس يدري الفرق من" | " جلس العالم معنى وقعدْ |
هل زمان من بني برمك أو" | " من بني حمدان فينا يُستردّ |
يشرق الشعر إذا ما ذُكرت" | " حضرةُ الصاحب والملك العضُدْ |
غير أنَّا نحمد الله على" | " زمن فيه ابن تركي قد وُجِدْ |
أوسع السُّبْلَ وأفضى فضلَه" | " وهدى للشعر باباً لا يُسَدّ |
حشر الكُهّان ذا الفتحُ وما" | " ساحر في الشِعر إلاَّ ووَرَدْ |
وتلاقَوا زُمَراً في جمعهم" | " بين خُلاّس ونُفَّاث العُقَدْ |
كلُّ ذي سحرٍ بيانُ لفظِه" | " يأخذ الفهم ويجتاح الخَلَدْ |
ورمَوا من صنعهم أسبَابهَم" | " فسعت تمتد تَمتاح المَدَدْ |
ثم ألقيتُ عصا شِعري فما" | " شاعر إلاَّ وطوعاً قد سجدْ |
سيِّدي دوَنكَها مزفوفةً" | " ذات وجه من أديم الشمس قُدّ |
لَبستْ بُرْدَ كمالٍ وانتهتْ" | " تبْتغي الأجرَ من المولى الصَّمَدْ |