هل نفحة بالغور طيّبةُ الأَرج
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
هل نفحة بالغور طيّبةُ الأَرج" | "تُطفي فؤاداً ذاب من فَرْط الوَهَجْ |
ما هبت النسماتُ من أرجائهم" | "إلا وقلبي بالنسيم قد انزعجْ |
مالي أبرد مهجتي بنسيمهم" | "وبه إذا ما هبَّ تحترق المُهجْ |
سكنوا حمى قلبي ومنعرج الحشى" | "كم وقفةٍ بين الحمى والمنعرجْ |
ظبياتُ وادي الدوح من ظبياتهم" | "أخذت كأعينها النصيب من الدعجْ |
وقدودهم قد علّمت أغصانَه" | "عِلْمَ الإِمالة لا إليَّ ولا عِوجْ |
لكنَّها مع ميلها موصوفة" | "بالعدل يقفو إثرها عمرُ الأشجّ |
ووجوههم قد أكسبت أقماره" | "من نورهم حسناً فتمَّ لها البَلَجْ |
غودرتُ بعدهُم صريعاً ليس لي" | "راقٍ يرى غيرَ التعلل بالأرَجْ |
فإليك عني يا عذول فإنَّ لي" | "قلباً بحبهم تخالطَ وامتزجْ |
كيف التصبر والعيونُ رواشق" | "عن سهم مقلتها وحاجبهَا لُجَجْ |
لم يبقَ صبٌّ في الهوى متمذهبٌ" | "إلاَّ ومذهبهُ دعاهم فاندرجْ |
إني أودّهم وأبغض منصباً" | "لسواهم ووداد غيرهم سمجْ |
حتّامَ أكتم في الحشى نار الأسى" | "ولبحر عيني من مظاهرها لُجَجْ |
وغمامة برقت بهَامة شاهق" | "تركت جوانبه تسيل وتلتعجْ |
فإذا أضاءت أرعدت فتوكفت" | "وإذا انقضى هزج همت فبدا هزَجْ |
فكأنها كف المعظم فيصل" | "تهمي على العافين من بيت الفلجْ |
بسط المكارم بالبسيطة فاغتدى" | "ما دبَّ من خلق الإِله وما درجْ |
ما حلَّ في دار وإن تك قفرة" | "إلاَّ وفاخرتِ المدائن والسرجْ |
لمَّا ارتقى الفلج الغزير وبيته" | "قلتُ الزمانُ وأهله معه عَرَجْ |
إن جئته لم تلق إلا محفلا" | "أو منصلاً أو صاهلاً أعلى الرهجْ |
كم معسر أخنى عليه زمانهُ" | "وافته مذْ وافاه أسباب الفرجْ |
بحر تدفق بالمكارم والعلا" | "يأتونه لوروده من كل فجّ |
فكأنه بيت الحرام وحج ذا" | "في العام لكن كلَّ يوم ذا يُحّج |
متواضع لله ذو قدْر ولو" | "كيوان زاحمهُ علوّاً لانفرجْ |
نسج الزمان إليه بُردَ جماله" | "لله ما وشَّى الزمان وما نسجْ |
هُنّئتَ سيدنا بعيد الحج لم" | "يبرح يزورك بالبشائر والحججْ |
والحج أنتَ وإنَّ فضلك عيدهم" | "والنحر للأموال في ثجّ وعج |
واليكها خَوداً لأختيها تلت" | "درراً ثلاثاً يستضيء بها الدلج |
ينشرن فضلك إن فضلك باهر" | "قامت علينا من شواهده الحُججْ |