دعني أقاسي لوعةً وهموماً
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
دعني أقاسي لوعةً وهموماً | وأظل أندب أربُعاً ورسوما |
إنَّ الأُلى طال الكرى معهم قضوا | في البعد أن أرعى دجىً ونجوما |
تركوا البصائر والمنازل بعدهم | صنفَيْ بلاً متمزقاً وهشيما |
وكذا الزمان يُري بنيه تارةً | فرحاً وطوراً إثر ذاك غموما |
ولمن أقام الفكر في أحداثه | يشهد عجيباً بالخلاف عظيما |
أفدي الذين نأوا وكانت أدمعي | وكلامهم لي لؤلؤاً منظوما |
قد صرتُ بعدهم طريح صبابة | لو كان يرحم ظاعنون مقيما |
ساروا وداروا في حدائق وردهم | وبقيتُ أرعى الشيحَ والقيصوما |
كرعوا مليّاً في مناهل وردهم | ومضوا ولم يُطفوا القلوبَ الهِيَما |
بعثوا إلينا من سواد شعورهم | ليلاً ومن نار البعاد جحيمَا |
وإذا الفتى علقت به أيدي الهوى | أبدى وأخفى واستلام ولِيما |
بالله يا ريحَ الصَّبا مري بهم | ثم ارجعي مسكاً يفوح شميما |
فعسى شذاكِ الرطب يبرد مهجتي | ويُصِحّ جسماً بالفراق سقيما |
والقلب مضطرم الحشى لم يُسْلِهِ | إلا لِقا حمد بن إبراهيما |
هو ذلك الشيخ الرئيس المرتجى | عمت مكارمه الديار عميما |
ولمن تخصص مجده وتعرفت | علياه أوجب فضله التعميما |
مَنْ شأنه جمع العلا وقضى على | أمواله التفريق والتقسيما |
بطل إذا التقت الكُماةُ بجحفل | فإليه حقاً أوجبوا التسليما |
حكم أقام العدل في أقطاره | ردّ الظلوم وأنصف المظلوما |
وسع الأنام بجوده وبحلمه | فغدا كريماً في الأنام حليما |
خُلُق لهُ كالروض باكَرَه الحيا | لا لغو فيه ولا ترى تأثيما |
يهوى أولي التقوى ويوسع رفده | كرماً ويولي ذا الحجا تكريما |
والمرء يُعرض عن أناس عِزّةً | إن لم يجد منهم له تكريما |
شهم أديب يجمع الأدباء من | زلُه تراه بالذكا مرسوما |
متوطن للنائبات مجرّب | لَزَباتِها متجشّم تجشيما |
وحوادث الدُّنيا تعرّف أهلها | وتزيدهم في نكرها تعليما |
إنَّ المجرّب لا يهاب صروفه | إذ ليس في حال يراهُ مقيما |