عنوان الفتوى : الواجب على من أخذ شيئًا دون إذن صريح من صاحبه
فتحت أنا وصديق لي في المرجلة الابتدائية كيس شيبس لشخص آخر دون إذن، وأكلنا منه، ولا أعرفه، فماذا يجب أن أفعل؟ وكيف أعيد له ما أخذته؟ فأنا لم أكن أعرف أنه يجب إعادة ما أخذته.
وأخذت بعض الثمار من الأشجار -توت، ومانجو، وقصب، وطماطم، وأشياء بسيطة-.
وفي يوم من الأيام كنت أشتري من مكان مزدحم، فأخذت بعض الأشياء التي لا يزيد سعرها عن نصف دينار كويتي، وقد عرفت الآن أنه يجب إرجاع هذه الأشياء، فماذا أفعل؟ وهل يجب عليَّ السفر لإرجاع ما أخذته؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كنت أخذت شيئًا دون إذن صريح من صاحبه، ولكن كنت تعلم أنّه يرضى بأخذك منه؛ أو أنه يتسامح في أخذه؛ فلا حرج عليك في ذلك، جاء في أسنى المطالب: وَلَهُ الْأَكْلُ من طَعَامٍ يَعْلَمُ رِضَا مَالِكِهِ بِهِ، وَإِنْ لم يَأْذَنْ فيه، فَقَدْ تَظَاهَرَتْ دَلَائِلُ الْكِتَابِ، وَالسُّنَّةِ، وَفِعْلُ السَّلَفِ وَالْخَلَفِ على ذلك، قال تَعَالَى: وَلَا على أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا من بُيُوتِكُمْ.. إلَى قَوْلِهِ: أو صَدِيقِكُمْ. وَثَبَتَتْ الْأَخْبَارُ الصَّحِيحَةُ بِنَحْوِ الْآيَةِ، فَإِنْ تَشَكَّكَ في رِضَاهُ بِذَلِكَ، حَرُمَ. انتهى.
وفي حكم الأكل من الثمر أو الزرع بغير إذن أصحابه تفصيل، بيناه في الفتوى: 125158.
وأمّا ما أخذته من السوق بغير إذن أهله، إذا كان له قيمة؛ فواجب عليك ردّها إلى أصحابه؛ ولا يجب عليك السفر لرد الحقّ، ولكن يكفي أن توصله بأي طريق؛ فإن عجزت؛ فتصدّق به عنهم.
والله أعلم.