في حَمِى الرِّبع ضَعوني
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
في حَمِى الرِّبع ضَعوني | فَصَلت نُـوقُ الظّعـون |
حرَكتْ منـي المطايـا | بالنـوى كـلَّ السكـون |
ليس يُطفي نارَ شوقـي | بعدهـم مـاءُ عيونـي |
إنَّ أحبـابـي لـمَّــا | رحلـوا مـا أنصفونـي |
تركـوا قلبـي صريعـاً | وأفاضـوا لـي جفونـي |
نكّـروا حبـي ضـلالاً | ومضـوا لا يعرفـونـي |
كنتُ للوصـل مضافـاً | ثـمَّ عنهـم حذفـونـي |
هكـذا حرمـة مــوُفٍ | ثابـتِ العهـد أمـيـنِ |
ذا الوفا في الوصل والهج | ر جميـعـاً يجـدونـي |
غـدر النـاس وخانـوا | وأسـاؤا فـي الظنـونِ |
في الوفا صرتُ طريحـاً | بيـن أسبـاب المَنـونِ |
والوفـا والصـدق قَـلاَّ | في الزمـان الحَيْزبـونِ |
فاطـرح النـاسَ فهـم | أهْـل بلايـا وفـتـونِ |
وأدرع في الدهر صبـراً | فهـو مثـل المنجنـون |
بَـرِّد المـاءَ وزوِّجــه | ببـنـت الـزَرَجــونِ |
والعذارَ اخلعْـه وانشـر | فيـه رايـاتِ المجـون |
وانظر الزهـرة علـي | اء الهـلال المستبـيـن |
مثلمـا تكتـب خـطـا | نقطة مـن فـوق نـون |
وابتكـر باللهو فالـشـم | س بدت فـوق القـرون |
خلتُ تيمور كساها الـنّ | ور من ضـوء الجبيـن |
مـلـك رب المعـالـي | محكـم المجـد رصيـن |
ملـك تسمـو مسَاعـي | ه ببـرهـان مـبـيـن |
ملـك تهمـي الأيـادي | منـه كالسيـل الهتـون |
ملـك أبلـجُ لا يــص | دأ مـن مـرِّ السنـيـن |
وهـب المـال مشاعـاً | وهو ذو عِرَض مصـون |
يوسـع النـازل مــن | مـلء جِفـانٍ وجُفـون |
يَعتريـه عنـد بـذل ال | مـال أمثـال الجنـون |
فهو كالقطـر وكالبحـر | وكالـدهـر الكـمـيـن |
سيـف مجـد شحذتـه | زُبْـرةً أيـدي القيـون |