أرشيف المقالات

أذكار الأذان

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
أذكارُ الأذانِ


رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما[1] أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِذَا سَمِعْتُم الْمُؤَذِّنَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِي الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ»[2].

• معاني الكلمات:
صَلُّوا عليَّ: أي ادعوا الله أن يصلي عليَّ، والصلاة من الله ثناء في الملأ الأعلى.
أَشْهَدُ: أي أُقرُّ بقلبي ناطقًا بلساني.
حلَّتْ له الشَّفاعةُ: أي وجبتْ له شفاعتي يوم القيامة.

• المعنى العام:
أرشدنا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث إلى أجر عظيم وهو الفوز بشفاعته صلى الله عليه وسلم لمن ردد الأذان من قلبه، ثم صلى عليه صلى الله عليه وسلم، وسأل له المنزلة العالية في الجنة، ثم بيَّن صلى الله عليه وسلم أن من صلى عليه صلاة صلى الله بها عليه عشرًا، والوسيلة منزلة في الجنة لا تكون إلا للنبي صلى الله عليه وسلم.

• الفوائد المستنبطة من الحديث:
1- استحباب ترديد الأذان بمثل ما يقول المؤذن إلا عند الحيعلتين يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.
2- ثبوت الشفاعة للنبيصلى الله عليه وسلميوم القيامة.
3- فضيلة هذه الأمة إذ إنها تعمل قليلًا وتربح كثيرًا.
4- فضيلة الصلاة على النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
5- استحباب الدُّعَاء للنبي صلى الله عليه وسلم بالوسيلة بعد سماع الأذان.
6- تقرير مبدأ وجود الجنة وأنها درجات.
7- فضيلة النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم على سائر الخلق.
8- تقرير مبدأ الإيمان باليوم الآخر.

ورَوَى مُسْلِمٌ عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه[3]، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، فَقَالَ أَحَدُكُمُ: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، ثُمَّ قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، ثُمَّ قَالَ: حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ، ثُمَّ قَالَ: اللهُ أَكْبَرُاللهُ أَكْبَرُ، قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، ثُمَّ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مِنْ قَلْبِهِ دَخَلَ الْجَنة»[4].

• معاني الكلمات:
لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ: أي لا متحوَّل ولا قوة إلا بإعانة الله.
حَيَّ: اسم فعل بمعنى أقبل.

• المعنى العام:
كأن سائلًا سأل عَنْ كيفية ترديد الأذان؟ لذا أتى شيخنا حفظه الله بهذا الحديث الذي يبين كيفية ترديد الأذان، وهي أن يقول كما يقول المؤذن إلا في الحيعلتين يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فمن قال مثل هذا موقنًا من قلبه دخل الجنة.

• الفوائد المستنبطة من الحديث:
1- استحباب ترديد الأذان بمثل ما يقول المؤذن إلا عند الحيعلتين يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.
2- فضيلة هذه الأمة إذ إنها تعمل قليلًا وتربح كثيرًا.
3- تقرير مبدأ وجود الجنة.
4- كلما ازداد إيمان العبد، عَظُم خوفُه ورجاؤه فيما عند الله سبحانه وتعالى.
5- وجوب صلاة الجماعة.



[1] عبدالله بن عمرو بن العاص بن وائل السهمي، العابد رضي الله عنه، أسلم قبل أبيه، ومناقبه وفضائله كثيرة، وله مقام راسخ في العلم والعمل، حمل من النبي صلى الله عليه وسلم علمًا جمًّا، مات ليالي الحرة سنة ثلاث، ودفن بداره الصغيرة سنة خمس وستين.


[2] صحيح: رواه مسلم (384).


[3] عمر بن الخطاب رضي الله عنه، هو أمير المؤمنين، ثاني الخلفاء الراشدين، الفاروق، كان من أشراف قريش، أسلم في السنة السادسة بعد البعثة، فكان في إسلامه عزًّا للمسلمين، شهد رضي الله عنه المشاهد كلها، وتولى الخلافة بعد أبي بكر الصديق رضي الله عنه بعهدٍ منه، فقام بها خير قيام، وكانت خلافته عشر سنين وستة أشهر وأيامًا، قتله أبو لؤلؤة المجوسي في آخر ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين، ودفن مع النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر رضي الله عنه في حجرة عائشة رضي الله عنها.


[4] صحيح: رواه مسلم (604).

شارك الخبر

روائع الشيخ عبدالكريم خضير