نبأ النصر في بدر وأثره على أهل المدينة
مدة
قراءة المادة :
4 دقائق
.
نبأ النصر في بدر وأثره على أهل المدينةبعث عليه الصلاة والسلام بين يديه بشيرين إلى المدينة بالفتح، والنصر، والظفر على من أشرك بالله وحده وبه كفر، أحدهما: عبد الله بن رواحة إلى أعالي المدينة[1].
والثاني: زيد بن حارثة إلى السافلة[2].
روى البيهقي من حديث أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم خلف عثمان وأسامة بن زيد على بنت[3] رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء زيد بن حارثة على العضباء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبشارة، قال أسامة فسمعت الهيعة[4]، فخرجت فإذا زيد قد جاء بالبشارة[5].
وفي رواية الحاكم: فهو يقول قتل عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو جهل بن هشام، وزمعة بن الأسود، وأبو البختري العاص بن هشام، وأمية بن خلف، ونبيه ومنبه ابنا الحجاج، قال: قلت: يا أبت أحق هذا؟ قال: نعم والله يا بني[6].
ومع هذا الفرح والسرور الذي عاشه أهل المدينة بانتصار المسلمين في غزوة بدر إلا أن هناك بعضاً من النساء كن يبكين على آبائهن من الشهداء.
روى البخاري في صحيحه من حديث الربيع بنت معوذ قالت: دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم غداة بُني عليّ فجلس على فراشي كمجلسك مني، وجويريات يضربن بالدف يندبن من قتل من آبائهن يوم بدر حتى قالت جارية: وفينا نبي يعلم ما في غد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "لا تقولي هكذا، وقولي ماكنت تقولين"[7].
وهذا الحديث يدل على حرصه عليه الصلاة والسلام على حفظ جناب التوحيد، والنهي عن رفعه فوق منزلته.
[1] العالية: أي عوالي المدينة، ولا زالت إلى اليوم تحمل هذا الاسم العوالي.
[2] البداية والنهاية (5/182-183).
والسافلة تقابل العالية، وأدنى العالية كما سيأتي فيها السنح على ميل من المسجد، فما نزل عنه فهو السافلة، ويحتمل أن يكون بينهما واسطة، وربما أومأ إليه ما سبق في زهرة أنها بين الحرة والسافلة، والناس اليوم يطلقونها على ما كان في شامي المدينة، والعالية على ما كان في قبلتها، وفاء الوفا (4/1231).
[3] هي رقية.
[4] الهيعة: الصوت الذي تفزع منه، وتخافه من عدو، وقد هاع يهيع هيوعاً إذا جبن، النهاية (5/288).
[5] دلائل النبوة للبيهقي (3/130-131)، وفي سنده عمرو بن عاصم قال الحافظ في التقريب: صدوق في حفظه شيء.
[6] المستدرك (3/240) برقم (4959)، وقال: صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وسكت عنه الذهبي في التخليص، وهو مرسل، أسعد وهو أبو أمامة بن سهل بن حنيف، ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، انظر: تهذيب الكمال (2/525)، ولكن يشهد له ما قبله.
[7] ص759 برقم (4001) كتاب المغازي، باب.