في نورِ طلعته أو نارِ وَجنت
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
في نورِ طلعته أو نارِ وَجنته" | "لا بأسَ للصبّ أن يرمي بمهجتِهِ |
بالله يا نورَ ذاكَ الوجه نسألكم" | "هدايةً في دجىً من ليل طُرتِه |
وأنت يا نارِ خدَّيه أمَا لحشىً" | "فيك اصطلى نهلةٌ من خمرِ ريقته |
قد كنت في السلم ذا جهل به ومتى" | "تلهَّبتْ قلتُ شبّت نارُ فتنتِه |
مذ قام يدعو بلالُ الخال منتصباً" | "بمنبر الخد صرنا أهل دعوتِه |
يا عاذلَ الصب دعوى الحب ظاهرة" | "قامت بتأييدهَا آياتُ عَبْرته |
أليسَ للصب عذرٌ في محبته" | "مِن ليل طُرَّته أو صبح غُرَّتِه |
لا زلتُ مستكشفاً عن بابل خبراً" | "حتى روى لي عنها سحرُ مقلتهِ |
والمِسك قُبلته والنسك قِبلته" | "أنعِم بقُبلته أكرم بقِبلتِه |
والمِسك ضاعَ شذاً من طيب نكهته" | "واسودَّ كالخال غيظاً مثل حبتهِ |
وكنتُ أحسبُ إنَّ الحسنَ منقسِمٌ" | "في الخلق حتى رأينا حسنَ صورتِهِ |
فبانَ لي إنَّ بحرَ الحُسن مجتمع" | "فيه وما شذَّ عنهُ مثل نقطتِه |
وقيل لي الحور في الفردوس باهرةٌ" | "فما تحققتُ إلاّ عندَ رُؤيتهِ |
آمنت بالله منشي الكائناتِ فَما" | "أبهى وأبهرَ من آيات فطرتِه |
أنتُنَّ يا نَسَمات الصبح طيّبةٌ" | "حيث ارتَشفتُنَّ من آثارِ نفحتِه |
وأنتَ يا برقُ لو لم تكسب شبهاً" | "من ثغره لم تحر فخراً بِنسبتِه |
وأنتَ يا ظبي ما حاكيته أبداً" | "لكن تعلّمتَ منهُ حسن نِفرتِه |
أحبابنا إنما الدُّنيا مواصلةٌ" | "ومثلكم من يراعي حق صحبته |
أين الليالي التي كانت بوصلكم" | "يُمدهَا السعد من أضواء بهجته |
وأينَ أيامنا بالملتقى فلقد" | "طابت سروراً بكم في ظل روضته |
ألا رجوع لذاك الدهر ثانية" | "فينقذ القلبُ من نيران حسرته |
أرى الزمان بعين البغض ينظرني" | "وبي احتقار لهُ يزرى بنظرته |
هون عليكَ فإني في حمى ملكٍ" | "وأنت يا دهرُ طوعاً تحتَ قبضته |
هو الهمام ابن تركي من له خضعت" | "شوامخ الدهر وانقادت لخدمته |
الدافعُ الخطب في إزعاج طارقه" | "والفارجُ الكربَ في إدلاج شدته |
والواهب الصمع عفواً غير مكترث" | "والهازم الجمع بأساً يوم زحفته |
والقاسم المال إحساناً ومكرمة" | "والمالك الحمد مختوماً بجملته |
من أوسعَ الأرضَ عرفا وقت نائله" | "وألبسَ الأسد خوفاً وقت سطوته |
وانهلَّ سيل العطايا في تبسّمه" | "وانهدَّ سَيب المنايا في عبوسته |
والناسُ صنفان مغبوط بنعمته" | "فضلاً وآخر مسخوط بنقمته |
وللنهار دليل من مشارقه" | "وللظلام دليل من كتيبته |
من ذا يعودُ خليّاً من مكارمه" | "من ذا يكون غنياً من مُروءته |
روَّى الورى مِنناً من فيض راحته" | "فكلها ألسنٌ شكراً بمنّته |
والخير والبشر معروف بنظرته" | "واللّطف والأنس مألوف بحضرته |
إذا تنازعت الأزمان في شرف" | "فدهرنا يعتلي فخراً بدولته |
سماء كيوان أعلى السبع قد رغبت" | "في أن تكون علواً مثل رتبته |
ومن كمال معاليه تنقّله" | "كالبدر يسري ولا نقصٌ لرفعته |
وفي الثلاثة والعشرين من صَفَرٍ" | "من مسقط سار مسعوداً بطلعته |
وحلَّ في السيب بالقصر الذي ظهرت" | "خيراته فتجلى في أسرَّتِه |
دار كساها الزمان اليوم أردية" | "من حسنه فزهت في طيب غفلته |
ما سار إلا بجيش لو يمرُّ على" | "رضوى لهدمه وشكاً بصدمتِه |
فكلهْم أسد باليأس مضطلع" | "على نجيته أو أعْوَجِيّته |
مثل البروق أضاءت في سحائبها" | "والسيد الغيث يُزجيهَا بديمته |
فما ترى الوحش مع طير السماء لهُ" | "إلاَّ خواضع فضلاً عن رعيته |
فبوركت رحلات وهو قائدُهَا" | "وبوركت بلدة تسمو بطلعته |
وهذه نفحات من مكارمه" | "تحيي فقيراً بهَا سداً لخلته |
مولايَ هذي عقود كلها درر" | "أتى بهَا لسنٌ يسمو بطلعته |
والبحرُ أنتَ وفيه الدُّر يا عجبا" | "تُنشي اللآلي فتهديهَا لِلُجّته |
لكن لساني عن تأداء شكركم" | "بالعجز معترف بادٍ بعذرته |
هديةٌ طلبتْ منك القبولَ لَها" | "وقيمة المرء تُدرَى مِن هديته |
فاسلم وعش في زمان كله فرح" | "تسمو بكم وبتيمور وإخوته |
ولم يزل نادر يقفو طريقك في" | "فعل الجميل وكلٌّ في تتمته |