دَعاه فالهوى العـذري دعـاهُ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
دَعاه فالهوى العـذري دعـاهُ" | " وأرقـه الجـوى لا تـعـذلاه |
ومِيلا بالمـلام علـى حبيـب" | " عساهُ يرقّ للمضنَـى عسـاه |
بنفسي أفتـدي رشـأَ غريـراً" | " سبت قلـب المعنـى مقلتـاهُ |
وظبي من بني الأتـراك لمَّـا" | " رعى حبَّ الفؤاد وما رعـاه |
يصول على الورى بظُبا حدادٍ" | " فيأسرهـم وعينـاه ظـبـاه |
بعير الظبي من لفتـاتِ جيـد" | " ويكسو البدر حسناً من سَنـاهُ |
فأضحى الظبي وهو له شبيـه" | " وبدر التِّم قـد أمسـى أخـاهُ |
لقد جارت بـه الأيـام حتـى" | " تلاقـت ساعـديّ وساعـداه |
وظـلّ مُعَانِقـي جيـداً بجيـد" | " على شفِتـي تقلَّـبُ وجنتـاه |
يميل إذا عصرتُ لـه قَوامـاً" | " ويبسـم كُلّمـا قبلـتُ فــاهُ |
ويُدنـي لـي مُحيَّـاه ومهمـا" | " أردتُ اللثـم مـن خـدٍّ ثنـاهُ |
وقال لـي أجتـنِ ورداً جنيّـاً" | " لقلب الصّب ما أحلى اجتنـاهُ |
وبات بغفلة الواشي ضجيعـي" | " وبتُّ أطيل رشفي مـن لَمـاهُ |
أُطيـل ليشتفـي منـه فـؤادي" | " برشف من شِفاه فمـا شفـاهُ |
لقد كانت لنـا الأيـام بِيضـاً" | " بلقـيـاه فسـوّرهـا نــواهُ |
هواه لم يزل في القلـب حتـى" | " بعبد القـادر اعتُقلـت عُـراهُ |
فتى الجُلاّء لو جلَّـت وعمـت" | " وقطب الخطب إن دارت رحاه |
وغيث لو ألمَّ بـأرض جـدب" | " وغوث إن دعـا داع دعـاهُ |
وبـدرُ عُـلاً ومطلعـه نـدي" | " وبحـر ذكـا ومـورده نـداهُ |
أخو هَم ومـذ ناغتـه طفـلاً" | " أبى إلا السمـوَّ إلـى عـلاهُ |
أبـى إلاَّ الإبـا للنفـس خُلقـاً" | " وأن لا يَرتجـى حتـى أبـاهُ |
وسنَّ لدى الورى طرق المعالي" | " وإن لـم يبلغـوا فيهـا مـداهُ |
حوى ما كان في أبنـاء حَـوّا" | " من الحُسنى وأحسنَـه حـواهُ |
حوى جُلّ السجايـا والمزايـا" | " ومـا مـن مفخـر إلا أتـاهُ |
فمِن بـاعٍ أنـاط بـه الثريـا" | " ومِن قدم على الجوزا رمـاهُ |
ومن فضل أشاد الركـن منـه" | " ومن شرف على شرف بنـاهُ |
وأوغل في العلا والمجد حتـى" | " تضمـن كـلَّ مـأثـرة رِدَاهُ |
فكم ذي عسـرة قـد لاذ فيـه" | " فأغنـاهُ وكـم عـارٍ كسَـاهُ |
وكم من خائِف قـد ردَّ عنـه" | " يد البلـوى ومذعـور حمـاهُ |
يريـك بنشـر طلعتـه محيَّـا" | " يرى نيل الأماني مـن يـراهُ |
حكاه البدر في حُسْـنٍ وبِشـرِ" | " وفي نشر المآثـر مـا حكـاهُ |
يُلاقي بالتواضع مـن يلاقـي" | " وتخضع عند رؤيتـه الجبـاهُ |
يُواري عُرْفَ راحتـه حيـاءً" | " وتبدي الناسُ ما وارى حَيـاهُ |
ويطوي في لواء الفضـل منـه" | " فتنشره الورى مهمـا طـواهُ |
ولا ينسـى إذا توليـه شكـراً" | " وإن أولاك إحسانـاً نـسـاه |
بفيض يديـه أهْـونْ بالعطايـا" | " وتحتَقـر السحائـب والميـاه |
فمـن أدنـى مواهبـه لهـاءٌ" | " ومـن أجـدى مناقبـه بهَـاه |
ولو وهَـب النجـومَ لوافديـه" | " لظـنَّ بأنهـا أدنـى عطـاه |
فتىً قد خاب من يرجو سـواه" | " وليس بخائب من قـد رجـاه |
قد اعتادت على الإِمساك أيـد" | " وما اعتادت سوى بسط يـداه |
أماني الناس في يسـرٍ وذخـر" | " وحسن الذكر في الدنيا منـاه |
وتسمع في الورى رجلاً سريـاً" | " وتبصر لا تَرى أحـداً سـواه |
لِتَهْنَـأ مسقـط باليمـن منـه" | " فقد فـازت بوطأتـه حصَـاه |
خلا وعَرِي عمانٌ مـن كريـم" | " يخال الخير فيـه مـا خـلاه |
واقفر ربعه عـن كـل نـدب" | " يعد لدى النوائـب مـا عـداه |
ليهلكْ من ترى لا خيـر فيـه" | " ويمكثْ من يكـن نفعـاً بقـاه |
إذا غضبت وأهلوهـا الليالـي" | " فلا نعبـأ إذا حِزنـا رضـاه |
تعلمنـي محبـتُـه القـوافـي" | " وينشئ لـي مدائحـه هـواه |
ولجَّ بي الهـوى أثنـي عليـه" | " ولا والله لا أحصـي ثـنـاه |
وأنَّى لي بـأن أحصـي ثنـاء" | " على من كـان حيـدرة أبـاه |
إذا انتمتِ الورى لأصيل أصل" | " فللأصـلِ المطهّـر منتـمـاه |
إلى أهل الكِسا والبيـت يُنْمَـى" | " ومن ذاك الكسا معنى كسـاه |
فـلا زال الزمـان بـه مُهَنَّـا" | " ولا زالـت بغَمّـاءٍ عِــداه |
ودام لكـل محتـاج رجــاءً" | " وللعافيـن لا بـرحـت ذُراه |