خليليَّ مات الجود وارتفع الندى
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
خليليَّ مات الجود وارتفع الندى" | "متى قيل عبد الله فاجأه الردى |
خليليَّ من للفهم والحفظ والحجا" | "ومن لضياء القلب إذ عاد مخمدا |
خليليَّ إن الدهر جرَّد سيفه" | "على هامة العَليا وقد كان مُغْمدا |
خليليَّ إني كنت أخشى صروفه" | "ولم أخشَ شيئاً بعد موت ابن أحمدا |
ومن عظمت فيه المصيبة يحتقر" | "سواه ولم يعبأ به الدهرَ إذ عدا |
فتى كان محمودَ المَساعي مباركاً" | "مطالعُه طلق المحيا مؤيَّدا |
ترعرع في دوح المكارم وانثنى" | "بنهر رياض الفضل وارتضع الندى |
لقد جمعته الحادثات سبيكةً" | "وأفرغه في قالب الفضل عسجدا |
وكان كفانا للمكارم ناظماً" | "فأصبح عقد المكرمات مبددا |
له منظر طلق كماء غمامة" | "على روضة غنَّا فمر بها شَدَا |
مضى سيِّد الفتيات باليمن والذكا" | "وولى فتى الشبَّان بالفضل والهُدى |
مضى فارس الخيل السِّباق ومن لها" | "إذا ازدحمت يوماً وطال بهَا النِدا |
مضى الليث مكسور القرى متعثراً" | "فمن كاسر من بعده سَوْرة العدا |
وكان صغير السِّن كالبدر مَنشَأَ" | "وكان كبير القدر كالبدر مُصْعِدا |
فصحَّ عليه الخسف والخسفُ عادةٌ" | "على كل بدرٍ بالكمال قد ارتدى |
ومن يأمنِ الدهرَ الخؤونَ على الورى" | "إذا ما استوى الشبان والشيب في الردى |
أرى الموت عمَّ الخلق لكنما الأسى" | "على موت أهل الفضل والرشد والهدى |
لا باركَ الرحمن في عُمْر شيخنا الأ" | "مير وأبقاه على الفضل سرمدا |
فإنَّ حياة الفضل مقرونة به" | "فلا عدم الاسلام إياه منجدا |
ولا زالت الأنصار تحت لوائه" | "يقوم به الدين الحنيفي مشيّدا |
عزاء لهُ فيه كذا لشقيقه" | "ومن عرف المولى يقيناً ووحدا |
وأبقى أخاه صالحاً فهو كاسمه" | "فلا زال في نهج الصلاح مسددا |
ودامت له النَعما وتمَّ له المنى" | "وحقَّت له الحسنى وعاش محمدا |