أطلعة شمس أم مبادي جمَاله
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
أطلعة شمس أم مبادي جمَاله | تجلت علينا عند زمّ جِمالِه |
خليليَّ هل من شافع أشتفي به | فقد حيل ما بيني وبين وصالهِ |
أيسمح لي دهر بتكليم شادن | فألثم مسروراً تراب نعالهِ |
ولمَّا رأيتُ الحسن بالنور عمّه | هممتُ إلى تقبيل مِسْكِة خالهِ |
ومن لي بلثم الخال سرّاً ودونه | من الخد جمر محرق باشتعاله |
وغدوة أنس أبرزته بعالج | فكم خجلةٍ من بدره وغزاله |
تثنى بقَدٍّ واستقل بردفه | فتاه على أغصانه وتلاله |
وللّه من قدٍّ ولحظ فذا لنا | يجود بعسَّالٍ وذا بنِباله |
وبتنا وأضحينا حيارى بما رأت | نواظرنا من فرعه وجمَاله |
أحبَّايَ نمتم ليلكم وغفلتم | على البعد عن ليل المحب وحاله |
سهرنا ونمتم وأمتلا بَالُنا بكم | فهل منكم من نحن درنا بباله |
فلا تحسبوا أني نسيت عهودكم | فؤادي لديكم فاسألوا عن مآله |
وهذي صَبا هبَّت سلوها متى صَبا | لغيركم قلبي يُجِبْ عن خلاله |
فلا تبعثوا غير النسيم فإنه | عليل كجسمي في الضنا واعتلاله |
إذا هبت النسماء وهي عليلة | روت عن أحاديث الهوى ورجاله |
ولي خَلَدٌ منكم رهينُ اندماله | ولي جسد لم يبق غيرُ خياله |
وهبكم عرفتم حالي فنسيتُم | وفي الحق إن المرء أدرى بحاله |
وإني على حكم الهوى وقضائه | لراضٍ وجارٍ في طريق امتثاله |
فهل لي وأنتم بالغُوَير وظِلّه | سبيل وجسمي بالخويرِ وضَالهِ |
ولله يومٌ بالخويرِ قطعتُه | سروراً بمرأى قاصراتِ حجاله |
وأرخى علينا الأنس بُرداً موشحاً | بحالية من طيّبات اعتداله |
لقد صهلت فيه الجياد وطنّبت | خيام الندى والباس تحت ظلاله |
وقد زاد بشرى الروض طيباً وبهجة | كأخلاق تيمور وحُسن فِعاله |
كريم تجلىّ في سماء الفضل وانثنت | تُلبيهِ شكراً وارداتُ نواله |
إذا ما أتاه سائل هز الحيا | فيسبقه بالفضل قبل سؤاله |
تصدّى لبذل العُرف من غير سائل | ففاض كمثل الغيث عند انهلاله |
فتىً كسب المجد القديم صيانةً | وما كسبته كفُّه لإبتذاله |
وكسبُ الفتى للمال معرفة لهُ | ولا يُعرف الإنسان إلاَّ بماله |
عرفتُ يقيناً أنه خير سيّد | إذا ما تجلى في سرير احتفاله |
أبوه مليك الأرض سلطاننا الذي | غدا الدهرُ عبداً طائعاً لجلاله |
وسيدُنا تيمور مرتفِع البنا | يعزّ على الراقين قرب مناله |
همام إذا أبدى الزمان نيوبه | تكسرَّن في إحسَانه ونصاله |
إذا جئته في الدستِ أشرق وجهه | بهاءً كمثل السيف وقت انسلاله |
لهُ بِشْرُ وَجْهٍ يستدل به على | بلوغ الذي يرجونه من جلاله |
له غارةٌ في كل يوم يشنُّها | لغزو عِداهُ أو لإتلاف ماله |
لهُ وطن في صهوة الخيل ثابت | إذا ضَبحَتْ تغدو بضنك نزاله |
لهُ طَرَب عالٍ بنغمة مرهَف | إذا ما شدا بالهام حادي نصاله |
ولا عيب فيه غير أنَّ صفاتهِ | تُحدِّث عن حُسَّاده بكماله |
تعلمَ منه البحر سيما سماحةٍ | ولا عَجَبٌ فالبحر جارٍ بماله |
لهُ عائدٌ يجري بانجاز وعده | فأفعالهُ تقضي بصدق مقاله |
محبٌّ لِلَذات التنقل نزهةً | كذا من كمال البدر حسن انتقاله |
وسافر يوماً للخوير فأصبحت | عروساً تهادى في بديع دلاله |
وسار إليها في قَسًاورة على | جيادة تباري الغيث عند انهماله |
وسرنا على طيارةٍ من نجائب | تبلغنا المأمول قبل مناله |
فلله يومٌ بالخوير محجلٌ | جمعنا جَنى لذاتنا في رحاله |
وداست بهم صدر الفلاة وبادرت | أفَوْق رواسيه مشت أم رماله |
وكَلاّبُهم يُشْلي ثلاثةَ أكلُبٍ | لها معرك في خشفه وغزاله |
تُسابق لَمعَ البرق في وثَباتها | وتدرك ما يرميه قبل اغتياله |
فكم ارنب قالت خذوني حية | ولا الكلب يرميني بداء عضاله |
وكم مَهْمَهٍ قَفْرٍ أتته جيادهم | فيسحب ذيل التَيه فوق جباله |
إلى أن رجعنا والحقائبُ فعمة | فقامت قدور الأكل فوق قلاله |
وهبَّت علينا نفحةٌ فيْصليَةٌ | تُنَسّي الرضيعَ الدَّرَّ قبل انفصاله |
أسيّدنا تيمورُ هذا جميلكم | نظمناهُ دُرّاً في بديع مثاله |
صفا عبدكم في فرده لجنابكم | فأصبح يبديه لسانُ مقاله |
مضى زمنٌ للعلم فيه التفاتةٌ | وكل زمان ينقضي برجاله |
فلا زلتم عوناً وعِزّاً لأهله | فقد حزتم كل العلا بكماله |