خَتَمتَ بِالصَمتِ آياتٍ وَعرفانا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
خَتَمتَ بِالصَمتِ آياتٍ وَعرفانا | لَمّا نَزَلتَ جوارَ اللَهِ سُبحانا |
آثَرتَ جيرَةَ إِبراهيمَ فَاِفَتَخَرَت | بِأَن تَكونَ لَكَ الأَفلاكُ جيرانا |
مَضيتَ حيثُ المعرّي قبَل ذاكَ مَضى | وَالبُحتُرِيُّ وَأَعشى وَاِبنُ سِفيانا |
فَأَقبَلَت لِلقاكَ العربُ قاطِبَةً | مُهَلِّلاتٍ زَرافاتٍ وَوِحدانا |
وَخَفَّ هومير بِالإِلياذِ محرقها | أَمامَ عَينَيكَ بخوراً وَقُربانا |
فَصافَحَتك أَينا وَهيَ باسِمَةٌ | حُبّاً وَعانَقَتِ اليونانُ لبنانا |
يا اِبنَ الأُلى رَفَعوا لِلضّادِ منزِلَةً | وَشَيَّدوا لِجَلالِ العلمِ بنيانا |
ناداكَ مجدُك وَالأَجيالُ مصغيةٌ | تَرمي إِلَيكَ أَزاهيراً وَريحانا |
نِلتَ الإِمارَةَ في الدارَين عَن ثِقَةٍ | فَكُنتَ فَخراً لِمَوتانا وَأَحيانا |
كُنتَ الأَميرَ عَلى جَنّاتِها فَغَدَت | لَكَ الإِمارَة في جَنّاتِ رِضوانا |
جَلست عَهداً عَلى عرشِ الجَمالِ فَطر | وَاِجلِس عَلى سِدَّةِ الأَنوارِ أَزمانا |
تَرَكتَ يا نسرُ إيوانَ الفَناءِ وَقد | حَلَّقتَ كَي تَنتَحي لِلخُلدِ إيوانا |
ما زالَ طَيفَُ وَالأَبصارُ مضجعُهُ | يرودُ حَولَ قصورِ العِلمِ يَقظانا |
وَالعُربُ تَجمَعُ من أَنفاسِهِ نَسماً | وَتَستَعيدُ بِها لِلفَضلِ ما كانا |
يا واضِعاً نَفسَه في تُربِ بَلدَتِهِ | رِفقاً وَضع نَفسَهُ في قَلبِ غَسّانا |
عِظامُهُ كَنزُ غَسّانٍ وَمَفخرةٌ | إِذا هَزَزتَ بلاها عاد مرجانا |
فَرجيل قَبَّل عَينَيه وَجَبهَتَه | وَقامَ يَلثَمه موسى بن عمرانا |
وَأَنشَدَتهُ بناتُ الشعرِ أُغنِيَةً | وَوَقَّعَتها عَلى القيثارِ أَلحانا |
وَجاءَ دانَتي وَهوغو يَسجدانِ لَهُ | وَالماجِنُ بنُ نواسٍ جاءَ سَكرانا |
وَالفارِضُ الزاهِد الصوفِيُّ خَفَّ إِلى | تَقبيلِهِ وَأَتاهُ المَجدُ ظَمآنا |
ومَن لِلجِهادِ وَلِلأََقلامِ في وَطَني | بَعد الفَقيدِ فَقيدِ العلمِ سلمانا |
من لِلسِياساتِ تَأتيهِ فَيصدقها | وَيستعيدُ بِها مَجداً وَسُلطانا |
هَل الفَقيدُ سِوى ركنٍ نعزُّ بهِ | هَوى فَأَسقَطَ لِلآدابِ أَركانا |
لا العَينُ تَنفَعُ في منعاه إِن دَمَعت | وَلا النواحُ يُعيدُ اليُبسَ رَيّانا |
عَرائِس الشِعر في برناس باكِيَةٌ | تضمُّ مِن حُزنِها صَخراً وَصُوّانا |
كَأَنَّ أَرجاءَه بَعد الأُلى ذَهَبوا | أَمسَت عَلَيهِم دياجيراً وَأَكفانا |