بلادي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إنّي مررت على الرياض الحالية | و سمعت أنغام الطيور الشادية |
فطربت ، لكن لم يحبّ فؤادية | كطيور أرضي أو زهور بلادي |
و شربت ماء النيل شيخ الأنهر | فكأنّني قد ذقت ماء الكوثر |
نهر تبارك من قديم الأعصر | عذب ، و لكن لا كماء بلادي |
و قرأت أوصاف المروءة في السير | فظننتها شيئا تلاشى و اندثر |
أو أنّها كالغول ليس لها أثر | فإذا المروءة في رجال بلادي |
ورسمت يوماً صورة في خاطري | للحسن ، إنّ الحسن ربّ الشاعر |
و ذهبت أنشدها فأعيا خاطري | حتّى نظرت إلى بنات بلادي |
قالوا : أليس الحسن في كلّ الدنى | فعلام لم تمدح سواها موطنا |
فأجبتهم إنّي أحبّ الأحسنا | أبدا ، و أحسن ما رأيت بلادي |
قالوا : رأيناها فلم نر طيّبا | و لّى صباها و الجمال مع الصّبا |
فأجبتهم : لتكن بلادي سبسبا | قفرا ، فلست أحبّ غير بلادي |
قالوا : تأمّل أيّ حال حالها | صدع القضاء صروحها فأمالها |
ستموت ... إنّ الدهر شاء زوالها | أتموت ؟ كلّا ، لن تموت بلادي |
هي كالغدير إذا أتى فصل الشتا | فقد الخرير و صار يحكي الميتا |
أو كالهزار حبسته ... لكن متى | يعد الربيع يعد إلى الإنشاد |
ألكوكب الوضّاح يبقى كوكبا | و لئن تستّر بالدجى و تنقّبا |
ليس الضباب بسالب حسن الرّبى | و البؤس لا يمحو جمال بلادي |
لا عزّ إلاّ بالشباب الراقي | ألناهض العزمات و الأخلاق |
ألثائر المتفجّر الدفّاق | لولاه لم تشمخ جبال بلادي |