شكوى فتاة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
نظمها بلسان أرغمها ذووها على الاقتران برجل طاعن في العمر | |
-------------------- | |
لي بعل ظنّه الناس أبي | صدّقوني أنه غير أبي |
واعدلوا عن لوم من لو مزجت | ما بها بالماء لم يُستعذبِ |
ربّ لوم لم يفد إلا العنا | كم سهام سدّدت لم تصب؟ |
يشتكي المرء لمن يرثي له | ربّ شكوى خفّفت من نصب |
... | |
زعموا أن الغواني لِعَبٌ | إنما اللعبة طبعا للصبي |
وأنا ما زلت في شرخ الصّبا | فلماذا فَرّطَ الأهلونَ بي؟ |
ليَ قَدٌّ وجمالٌ يزدري | ذاك بالغُصنِ وذا بالكَوْكَبِ |
قد جرى حبّ العُلى مجرى دمي | فهي سُوّلي والوفا من مشربي |
أنا لو يعلم أهلي درّة | ظُلمت في البيع كالمخشلبِ |
أخدوا الدينار مني بدلا | أتراني سلعة للمكسبِ؟ |
لا، ولكن راعهم عصر به | ساد في الفتيان حبّ الذّهبِ |
ليس للآداب قدرٌ بينهم | آه لو كان نضارا أدبي! |
حسبوني حين لازمت البكا | طفلة أجهل ما يدري أبي |
ثمّ بالغول أبي هدّدني | أين من غول المنايا مهربي؟ |
أشيب لو أنّه يخشى الدّجى | شابَ ذعراً منه رأس الغيهب |
ليت ما بيني وبين النوم من | فرقةٍ بيني وبين الأشيبِ |
يا له فظا كثير الحزن لا | يعرف الأنس قليل الطّربِ |
يُخضِبُ الشّعر ولكن عبثا | ليس تَخفى لغة المستغربِ |
قل لأهل الأرض لا تخشوا الرّدى | إنّه مشتغل في طلبي |
ولمن يعجب من بغضي له | أيها الجاهل أمري اتّئب |
إنما الغصن إذا هبّ الهوا | مال للأغصان لا للحطبِ |
وإذا المرء قضى عصر الصّبا | صار أولى بالرّدى من مذهبي |