أرشيف الشعر العربي

التمثال

التمثال

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .
من المرمر المسنون صاغوا مثاله و طافوا به من كلّ ناحية زمر
و قالوا – صنعناه لتخليد رسمه ، فقلت – ألا يفنى كما فنى الأثر ؟
و قالوا – نصبناه اعترافا بفضله ، فقلت إذن من يعرف الفضل للحجر ؟
و قالوا – غنيّ كان يسخو بماله فقلت لهم هل كان أسخى من المطر ؟
و قالوا – قويّ عاش يحمي ذمارنا فقلت لهم كان أقوى من القدر ؟
أكان غنيّا أو قويّا فإنّه بمالكم استغنى و قوتكم ظفر
فلم يتعشّقكم و لا همتم به كما خلتم لكنه النّفع و الضرر
و لم ترفعوا التّمثال للبأس و النّدى و لكن لضعف في نفوسكم استتر
فلستم تحبّون الغنيّ إذا افتقر و لستم تحبّون القويّ إذا اندحر
رأيتكم لا تعرجون بروضة إذا لم يكن في الروض فيء و لا ثمر
و لا تعقلون الشاة إلاّ لتسمنوا ، و لا تقتنون الخيل إلاّ على السفر
إذا كان حبّ الفضل للفضل شأنكم و لم تخطئوا في الحسن و السّمع و البصر
فما بالكم تكرموا اللّيل و الضّحى و لم تنصبوا التّمثال للشمس و لاقمر ؟

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (إيليا أبو ماضي) .

كن بلسما

بنت القفر

معركة شمولبو

الغدير الطموح

لم يهدم الموت الا هيكل الطين


ساهم - قرآن ١