لم يهدم الموت الا هيكل الطين
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
لم يبرح الروض فيه الماء و الزهر | و لم يزل في السماء الشمس و القمر |
لكنها الآن في أذهاننا صور | شوهاء لا القلب يهواها و لا النظر |
قد انطوى حسنها لمّا انطوى الشاعر | |
* | |
قل للمغنّي الذي قد غصّ بالنغم | إنّي نظيرك قد خان الكلام فمي |
و مثل ما بك بي من شدّة الألم | أما العزاء فشيء زال كالحلم |
كيف السبيل إلى خمر و لا عاصر ! | |
* | |
مضى الذي كان في البلوى يعزّينا | و كان يحيي ، إذا ماتت ، أمانينا |
و يسكب السّحر أنغاما و يسقينا | مضى " نسيب " النبيّ المصطفى فينا |
و صار جسما رميما في يد القابر | |
* | |
كم جاءنا في اللّيالي السود بالألق | و بالندى من حواشي القفر و العبق |
و بالأغاني و ما من صادح لبق | و إنّما هو سحر الحبر و الورق |
السحر باق و لكن قد مضى الساحر ! | |
* | |
كالشمس يسترها عند المسا الغسق | و نورها في رحاب الأرض منطلق |
تذوي الورود و يبقى بعدها العبق | حتى لمن قطفوا منها و من سرقوا |
كم عالم غابر في عالم حاضر | |
* | |
إن كان مات " نسيب " كالملايين | من العبيد الموالي و السلاطين |
فالحيّ في هذه الدنيا إلى حين | لكن نسيب إلى كلّ الأحايين |
و إن نأى و سما للعالم الطاهر | |
* | |
لسوف يرجع عطرا في الرياحين | أو نسمة تتهادى في البساتين |
أو بسمة في ثغور الخرّد العين | فالموت ما هدّ إلاّ هيكل الطين |
لا تحزنوا فنسيب غائب حاضر |